Monday 2nd December,200211022العددالأثنين 27 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

محمد الدرة: محمد الدرة:
بدر شهداء انتفاضة الأقصى يشرق من جديد

  * مخيم البريج، غزة د ب أ:
وضعت أمل الدرة التي تحول ابنها محمد «12 عاماً» إلى رمز للانتفاضة الفلسطينية عندما قتل بالرصاص وهو بين أحضان والده قبل عامين تقريباً مولوداً ذكراً، أسمته محمد أيضاً.
وتقول أمل «35 عاماً» وهي ترقد في عيادة طبية في مخيم البريج للصحفيين إنها أسمت مولودها الجديد محمد وذلك تيمناً بابنها الشهيد محمد الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي بالقرب من «مستوطنة نتسار يم»، يوم 30 أيلول/سبتمبر عام 2000م.
ومنذ مقتله أصبح محمد يوصف بأنه «شهيد» الانتفاضة، وهزت مشاهد مقتله مشاعر الكثير، بعدما استطاع أحد الصحفيين الفلسطينيين التقاطها وبثها عبر محطات التلفزيون العالمية، وأظهرت والده وهو يحاول دون جدوى حمايته بجانب جدار من وابل من الرصاص. تقول أمل الدرة وهي أم لستة أطفال بينهم أربعة أولاد وابنتان أكبرهم أياد 16 عاماً/ وأصغرهم باسم أربع سنوات أنها «تأمل أن يترعرع طفلها الجديد في حياة أفضل».
وتقول أيضاً «لقد عشنا حياة بائسة بعد أن استشهد ابننا محمد ولم تفارق صور مقتله وهو في حضن والده التي بثت على شاشات التلفزيون، عقولنا وأفئدتنا». وتتابع «أتمنى أن يعيش المولود الجديد (محمد) مع باقي إخوانه في سلام وحرية لا في ظل الاحتلال والدمار والقتل وأصوات القذائف والرصاص». وأصيب جمال الدرة والد محمد أثناء ذلك الحادث الذي وقع قرب مستوطنة نتساريم، وغادر غزة في حينه إلى إيران للعلاج، وعدد من دول عربية أخرى ومنها الأردن ثم عاد مرة أخرى إلى المخيم، لكنه لا يزال يعاني من الألم ومأساته النفسية أشد وطأة حيث توفي ابنه بين يديه دون أن يتمكن من حمايته.
يقول جمال الدرة «لا أستطيع أن أنسى تلك اللحظات في حياتي.. إنها لحظات مؤلمة وصعبة.. لكن الحمد لله الذي عوض صبري وألمي على فقدان ابني خيراً إن الشهيد محمد لم يمت وهو اليوم يبعث من جديد ليبقى حياً رغم حقد المحتلين وجرائمهم».
ويضيف «أن محمد ولد في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان وفي يوم القدس العالمي، إن دم ابني إن شاء الله لم يذهب هدراً وأن الانتفاضة يجب أن تتواصل حتى ننعم بالحرية والاستقرار والأمن». وسادت الفرحة العارمة مخيم البريج بعد أن وضعت والدة الطفل الدرة مولودها الذكر، وهرع العشرات من الأقارب والجيران «للمباركة وتقديم التهاني» فيما خط فنانون فلسطينيون على جدار خارج منزل عائلة الدرة في المخيم عبارة تصف محمد الشهيد بأنه «بدر شهداء» انتفاضة الأقصى. كما ازدانت جدران أخرى قريبة برسوم لمحمد مع عبارات تصفه بأنه شرارة الانتفاضة.
وألصقت صورة كبيرة لمحمد على أحد جدران المنزل بجوار ملصقات للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والعراقي صدام حسين.
يقول أحد الاقارب من المهنئين وهو يحاول أن يخفي دموعه «القدر شاء أن تلد اختنا مولوداً ذكراً بعد عذاب وألم طويلين».

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved