Wednesday 4th December,200211024العددالاربعاء 29 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أوجب الواجبات وأفضل القربات أوجب الواجبات وأفضل القربات
عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب

مكانة الوالدين في الإسلام عظيمة وطاعتهما والقيام بحقهما من أوجب الواجبات وأفضل القربات. يقول الرب سبحانه {وّقّضّى" رّبٍَكّ أّلاَّ تّعًبٍدٍوا إلاَّ إيَّاهٍ وّبٌالًوّالٌدّيًنٌ إحًسّانْا} ويقول {أّنٌ اشًكٍرً لٌي وّلٌوّالٌدّيًكّ إلّيَّ المّصٌيرٍ} فلا يستقيم عمل دون تحقيق هذه الطاعات فشكر الوالدين والاحسان إليهما أوجبه الله في كتابه العزيز وظل قرآناً يُتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولايظن أحد أن مايقوم به تجاه أمه أو أبيه مجازاة لهما فذاك من الصعب بلوغه لكنه رد لبعض حقوقهما والاعتراف بفضلهما خلال مشوار الحياة والذي لا ينتهي بتخرج الأولاد من مراحل التعليم والحصول على الوظيفة، فحياة الوالدين مرتهنة بمسار هؤلاء الأبناء يتوعكان لمرضهم ويسرّان بنجاحاتهم والدليل ان من اقترن بزوجة أو زوجتين ومَنَّ الله عليهم بذرية خبروا هذا الشعور وعرفوا مقدار التعب الذي يصيب الوالدين بدءاً من تكون الجنين في الرحم وما يحتاجه من غذاء ورعاية ومتابعة وهي مسؤوليات تزيد بعد مجيئه وسماع صوته يناغي أمه وأباه، والعجيب ان كل جهد يبذلانه ويكون في نظر الثاني ارهاقا وتعبا كالسهر حين يمرض والتضحية بوقتهما يكون في نظرهما سهلا ومقدورا عليه فلا يتأففان أو يتضجران أو يملان من صحبته.
مجتمعنا بحمد الله لا يزال بخير، فهناك عناية واهتمام بالوالدين لكنه لا يعني عدم وجود أولاد مقصرين بحق والديهم وكلنا سمعنا عن عقوق يحصل مثل ايداع أحد الوالدين في دور المسنين أو المستشفيات وعدم زيارته أو السؤال عنه وأيضا هناك من يستقل عن أبويه في مسكن خاص ولا يتواصل معهما بشكل يحقق ولو جزءاً من تطلعات وآمال ظلت تراودهما ليجتازا بها أو معها بقية مشوار حياتهما دون حاجة لطلب مساعدة صديق أو جار أو جماعة مسجد. إن اكرام الوالدين وعدم تعريضهما لنفق الغربة واجترار الذكريات لأمر بالغ الأهمية لما يجره التهاون في ذلك من خطر على صاحبه فالواجب على الأبناء النهوض بهذا الواجب وعدم التراخي في شيء منه وتحسيسهما بأنهما أصحاب الفضل مع بسط الجانب لهما والرفق بحالهما وادخال البهجة والسرور على قلبيهما فالإنسان متى بلغ الكبر يبقى كل شيء فيه يحتاج الرأفة والشفقة ولا يحتمل قسوة أحد، فكيف بالأبناء؟ ثم لا ننسى أنهما لا يترددان في حال تعرض أحد أبنائهما لمكروه بأن يفدياه بنفسيهما ولعلنا سمعنا قصة المواطنة التي تبرعت لابنتها بجزء من كبدها وقد أجريت العملية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض «الجزيرة العدد 11010» لتبقى الأم تحت أجهزة التخدير ومشارط الأطباء ثماني ساعات وهي مخاطرة قد تودي بحياة صاحبها لكنها التضحية في سبيل فلذة الأكباد.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved