الغدة الدرقية تلعب دوراً حيوياً في نمو المخ وإنتاج الطاقة

تعد الغدة الدرقية إحدى أهم الغدد الصماء بجسم الإنسان وتقع في وسط الرقبة من الأمام وتزن الغدة الدرقية في البالغين حوالي 15-18 جراماً وشكلها على هيئة فراشة تتكون من فصين أيمن وأيسر متصلين بجزء صغير بالوسط.
تفرز الغدة الدرقية هرمونات مهمة وهي الثيروكسين (4) والثيوتين (3) وهذان الهرمونان مهمان للعمليات الحيوية لخلايا الجسم بأكمله كما تفرز الغدة الدرقية عن طريق نوع مختلف من خلاياها هرمون الكالستونين وهو مسؤول عن حالة العظام بالجسم.
والجدير بالذكر ان إفراز الغدة الدرقية لهرموني الثيروكسين (4) الثيوتين (3) يسيطر عليه بواسطة إفراز الغدة النخامية الموجودة في أسفل المخ لهرمون يحفز الغدة الدرقية على إفرازهما وهذا الهرمون الذي يفرز من الغدة النخامية يطلق عليه تي.اس.اتش.
إن هرمون الغدة الدرقية الثيروكسين (4) والثيوتين (3) يتواجدان بالدم إما متحدان مع بروتينات الدم أو جزء حر وهو الجزء النشط من الهرمون المسؤول عن وظائف الغدة الدرقية.
تعد وظائف الغدة الدرقية وظائف حيوية لخلايا الجسم بأكملها فهي مسؤولة عن النمو ونضوج الأنسجة بالجسم وإنتاج وإحراق الطاقة وتؤثر على بعض الفيتامينات ومواد أخرى بالجسم كما ان هرمونات الغدة الدرقية لها أهمية في نمو المخ لذا نجد ان الأطفال المصابين بنقص إفراز الغدة الدرقية يصابون بالتخلف العقلي إذا لم يتم اكتشاف هذا النقص مبكراً واعطاؤهم هرمون الغدة الدرقية.
أما في الأشخاص البالغين فإن هرمون الغدة الدرقية ذو أهمية في جميع العمليات الحيوية للجسم.
إفراز الغدة الدرقية يعتمد على وجود كمية مناسبة من عنصر اليود والذي يعد جزءاً من تركيبة الثيروكسين (4) والثيوتين (3) ويوجد اليود بكمية كبيرة في الأطعمة البحرية وبعض مركبات الفيتامينات.
عادة تحدث أمراض الغدة الدرقية بنسبة أكبر في السيدات أكثر من الرجال وهناك ثلاثة أشكال لأمراض الغدة الدرقية:
1- زيادة هرمون الثيروكسين.
2- نقص إفراز هرمون الثيروكسين.
3- تضخم الغدة الدرقية والأورام المختلفة لهذه الغدة.
تكثر أمراض الغدة الدرقية خصوصاً في النساء ونسبة حدوث نقص إفراز الغدة الدرقية أعلى بكثير من زيادة إفراز الغدة الدرقية وتعد نسبة إصابة النساء إلى الرجال 5:1.
كما أن وجود العامل الوراثي في الأسرة يزيد من احتمال الإصابة بأمراض الغدة الدرقية في تلك الأسر.
تزداد نسبة الإصابة بأمراض الغدة الدرقية في المناطق التي يعاني سكانها من نقص اليود وبالتالي يكون لديهم معدل أعلى لاعتلال الغدة الدرقية مثل تضخم حجمها وهو ما يطلق على جوتير.
هناك بعض العقاقير التي قد تؤثر على الغدة الدرقية وتسبب خللا في وظائفها مثل بعض أدوية القلب وبعض أدوية الاكتئاب.
أعراض زيادة إفراز الغدة الدرقية:
- قلق وتوتر ونقص الوزن مع ازدياد الشهية.
- زيادة التعرق بالجسم ورعشة باليدين.
- أرق وخفقان القلب (ازدياد ضربات القلب).
- اضطراب في الجهاز الهضمي مثل حدوث الاسهال.
- عدم تحمل الحرارة.
أما أعراض نقص إفراز الغدة الدرقية من أهمها الشعور بالخمول والضعف وكثرة النوم وقد يصاحبها اكتئاب ويشعر المريض ببرودة بالجسم وعدم تحمل برودة الجو ويصاحب نقص الإفراز جفاف الجلد وحالات إمساك شديدة وتقلصات العضلات وفي بدايات النقص لافراز الغدة الدرقية يصاب المريض بزيادة الوزن وانتفاخ الوجه وفي السيدات اللاتي يعانين من نقص إفراز الغدة الدرقية يكون هناك اضطرابات في الدورة الشهرية خصوصا زيادة كمية الدم المصاحب للدورة على عكس ازدياد إفراز الغدة الدرقية الذي يكون مصاحباً بنقص كمية الدم المصاحب للدورة الدموية.
أما في الأطفال فإن أعراض نقص إفراز الغدة الدرقية هي تأخر النمو الجسماني والعقلي.
تشخيص أمراض الغدة الدرقية يعتمد على:
1- التشخيص الاكلينكي وفحص المريض وبالأعراض المصاحبة سواء لنقص أو زيادة إفراز الغدة الدرقية.
2- إجراء الفحوصات المعملية لقياس نسبة الهرمون الثيوتين (3) والثيروكسين (4) وهرمون تي.اس.اتش بالدم وفي بعض الأحيان قياس الأجسام المضادة لخلايا الغدة الدرقية.
3- إجراء أشعة الموجات الصوتية أو إجراء فحص المسح الذري للغدة الدرقية بالمواد المشعة مثل اليود أو الثاليوم المشع وذلك لمعرفة طبيعة تضخم الغدة الدرقية وما إذا كانت التورمات خبيثة أم حميدة.
4- أخذ عينة من الغدة الدرقية لتحديد نوعية الخلايا في حالات تضخم الغدة الدرقية.
علاج أمراض الغدة الدرقية يعتمد على عمر المريض وطبيعة الحالة إذا كان يصاحب أمراض الغدة خلل بافراز الهرمون بالزيادة أو النقص أو وجود تضخم فقط في حجمها وقد يكون العلاج علاجا دوائيا أو جراحيا حسب الحالة.
هناك عقاقير عبارة عن أقراص تؤخذ في حالة نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية وهي عبارة عن هرمون الغدة الدرقية، وفي حالة الزيادة تعمل على الاقلال من افرازها .
ويحتاج أخذ هذه العقاقير للمتابعة المنتظمة لدى الطبيب المختص وذلك لضبط مستواها وبالتالي مستوى الغدة الدرقية.