Thursday 26th December,200211046العددالخميس 22 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المتغيِّرات الإقليمية والدولية تدفع باكستان وإيران للتعاون المتغيِّرات الإقليمية والدولية تدفع باكستان وإيران للتعاون

  * إسلام آباد حسام إبراهيم أ.ش.أ:
دفعت المتغيرات الإقليمية والعالمية المستمرة في سياق الأزمة الدولية الناجمة عن الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001م كلا من باكستان وايران لتجاوز خلافات الماضي.
وبدا ذلك جليا في سعي البلدين للتنسيق في مواجهة استحقاقات ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 ودعم أوجه التعاون المشترك بين الدولتين في سياق الزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس الايراني محمد خاتمي لباكستان.
ورغم الكلمات المفعمة بالود التي تبادلها الجانبان الباكستاني والايراني في هذا السياق فان التحدي الرئيسي كما يجمع المعلقون في إسلام آباد يتمثل في تحويل هذه الكلمات إلى أفعال ملموسة وتجاوز حقيقي لأجواء عدم الثقة التي اتسمت بها علاقاتها في الماضي جراء تعارض المصالح في أفغانستان المجاورة وعمليات العنف التي استهدفت الأقلية الشيعية في باكستان فضلا عن خلافات حول الدور الأمريكي في المنطقة.وإذا كان الجانبان الباكستاني والايراني قد تجاوزا خلافاتهما في أفغانستان بعد الإطاحة في أواخر العام الماضي بنظام طالبان الذي كان يحظى بدعم باكستاني مقابل عداء ايراني، كما تراجعت إلى حد كبير عمليات العنف التي تستهدف الطائفة الشيعية في باكستان، فان إسلام آباد من الناحية الرسمية ما زالت حليفاً لواشنطن في حربها المعلنة ضد الإرهاب بينما تصنف الولايات المتحدة ايران بوصفها إحدى دول «محور الشر».
وتوزعت المحاور الرئيسية للمباحثات الباكستانية الايرانية ما بين الجهود المبذولة لاحتواء التوترات في العلاقات الباكستانية الهندية وتنفيذ مشروع مقترح لتزويد الهند بالغاز الطبيعي الايراني عبر باكستان فضلا عن الأوضاع الراهنة في أفغانستان والأزمة الأمريكية العراقية إلى جانب سبل دعم التعاون المشترك بين باكستان وايران وخاصة على الصعيد الاقتصادي والتجاري.
وفيما قال الجنرال برفيز مشرف ان باكستان تعارض هجوماً عكسرياً منفرداً ضد العراق يرى معلقون في إسلام آباد انه في الوقت الذي تشد فيه الأزمة العراقية الأمريكية اهتمام العالم يبدو الرئيس الايراني محمد خاتمي حريصاً على دعم العلاقات مع باكستان والهند.. ويحظى ذلك بترحيب من جانب المعلقين الباكستانيين حتى لو كان الدافع كما أشار بعضهم لهذا هو دافع اقتصادي في المقام الأول ويتعلق بتنفيذ مشروع لتزويد الهند بالغاز الطبيعي الايراني عبر باكستان.
واتهم خاتمي في مؤتمره الصحفي المشترك في أسلام آباد مع ظفر الله جمالي، قوى لم يحددها بالاسم بالرغبة في عرقلة التنمية والتقدم في المنطقة .. غير أن إشارته تبدو موجهة للولايات المتحدة التي تحدث عنها أيضا بصورة مضمرة في سياق تصريحاته حول القوى التي تسعى لممارسة ضغوط على باكستان حتى تتخلى عن برنامجها النووي بينما تلتزم الصمت إزاء اسرائيل التي تمتلك أكثر من مئة سلاح نووي تشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن العالميين.وكان الرئيس الباكستاني برفيز مشرف قد أعرب عن أمله في قيام ايران بدور في حل نزاع كشمير المزمن بين باكستان والهند وفقاً لقرارات الأمم المتحدة فضلا عن صياغة استراتيجية مشتركة بين الدولتين الجارتين لتعزيز عملية السلام والتنمية في أفغانستان.ونسبت صحيفة نيوز الباكستانية إلى مصادر وصفتها بأنها حسنة الاطلاع قولها إن باكستان وفضت ضغوطاً أمريكية لتأجيل أو إلغاء اتفاق مقترح مع ايران بشأن مد شبكة من الأنابيب القادمة من ايران عبر باكستان لتزويد الهند بالغاز الطبيعي الايراني وهو مشروع تقدم تكاليفه ب 5 ،2 مليار دولار.وذكرت هذه المصادر ان كريستينا روكا مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون منطقة جنوب آسيا أبلغت الرئيس الباكستاني أثناء زيارتها لإسلام آباد في الأسبوع الماضي باعتراض واشنطن على هذا الاتفاق المقترح مع ايران في الوقت الذي تؤيِّد فيه الولايات المتحدة تنفيذ مشروع لتزويد باكستان بالغاز الطبيعي القادم من تركمنستان في آسيا الوسطى عبر شبكة من الأنابيب تمر بأفغانستان وتصل تكاليفه إلى 3 مليارات دولار على أن تنفذه شركات أمريكية.وأوضحت المصادر نفسها ان الاعتراض الأمريكي يأتي في ضوء رغبة واشنطن في فرض نوع من الحصار الاقتصادي على طهران ومنعها من الدخول في مشاريع اقتصادية ذات أهمية استراتيجية مع أطراف اقليمية مؤثِّرة مثل باكستان والهند بينما تشعر الولايات المتحدة بقلق حيال إمكانية تنامي التعاون الباكستاني الايراني على وجه الخصوص.
ومن جانبها تسعى طهران لتحسين العلاقات الباكستانية الهندية حتى يتسنى تنفيذ المشروع الخاص بتزويد الهند بالغاز الطبيعي الايراني عبر شبكة من الأنابيب تمر بباكستان، فيما من المنتظر قيام الرئيس محمد خاتمي بزيارة لنيودلهي في شهر يناير المقبل لدفع الجهود الرامية لإزالة التوترات بين الدولتين النوويتين في منطقة جنوب آسيا واستئناف الحوار بينهما للتوصل لحل مقبول لنزاع كشمير المزمن وفقاً لما ذكرته مصادر مقربة من القصر الرئاسي في إسلام آباد.
وفي حالة تنفيذ مشروع تزويد الهند بالغاز الطبيعي الايراني عبر باكستان فان المكاسب السنوية لإسلام آباد من هذا المشروع تقدر ب 700 مليون دولار سواء في صورة رسوم أو امتدادات من الغاز الايراني.
ونوَّه خورشيد كاسوري وزير الخارجية الباكستاني إلى أن دخول هذا المشروع حيز التنفيذ سيساعد في إرساء السلام والاستقرار في منطقة جنوب آسيا وخاصة بين بلاده والهند.وأعرب الرئيس الايراني محمد خاتمي عن رغبته في أن تكون الحدود الايرانية الباكستانية رمزاً للأمن والسلام والصداقة بين الدولتين منوّها بأنه يمنح أولوية قصوى لدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلاده وباكستان.وفي سياق هذا التوجه الايراني اقترحت غرفة التجارة الايرانية إقامة مشاريع مشتركة مع الجانب الباكستاني لتوسيع نطاق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين فيما قال أمس على أغا خاموش رئيس الغرفة التجارية الايرانية عقب اجتماع في إسلام آباد مع هيمايون اختر وزير التجارة الباكستاني اننا راغبون في إقامة تعاون اقتصادي طويل الأمد مع المستثمرين الباكستانيين داعياً في الوقت ذاته لاستحداث غرفة تجارية مشتركة بين الدولتين.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved