شيء غير سار، بل مخيف ما أوضحته دراسة علمية من أن مواطني المملكة ينفقون مليار دولار سنوياً على التدخين، وتأتي المملكة في المرتبة الثانية بعد مصر في العالم العربي، وأشارت الدراسة التي أُجريت في مصر أن 21% من سكانها يدخنون وأن نفقات علاج أمراض القلب الناتجة عن التدخين تكلفها سنوياً 3 مليارات جنيه، أما لبنان فإن 57% مدخنون يلقى منهم (3500) مصرعهم سنوياً بسبب أمراض ذات علاقة بالتدخين.
هذه إحصائيات مخيفة، فلو أُنفق المليار دولار على فقراء بلادنا أو المرضى لزال الفقر والمرض عن كثير من الأسر، فضلاً عما سبَّبه التدخين من أمراض كلفت الكثير من العلاج والجهد والمال، وشغلت أسرَّة المستشفيات بمرضى التدخين فحرمت المرضى الآخرين من وجود أسرَّة.
أرجو أن تعلن وزارة الصحة عن التكاليف المادية فقط لمعالجة مرضى القلب ومصروفات مكافحة التدخين أما وقت الأطباء والمسئولين وجهدهم فهو ذو تكاليف لا حصر لها من أهمها إشغالهم بعلاج المدخنين عن علاج المرضى الآخرين.
المدخن لا يترك التدخين إلا إذا ألقاه التدخين صريعاً، عندها يندب حظه، ويسب التدخين ليلاً ونهاراً، ويقلع عن إحراق نفسه، ولكن بعد فوات الأوان.
حبذا لو أحصت وزارة الصحة المرضى من المدخنين وحوادث السيارات وغيرهم ممن نتج مرضهم عن سلوك خاطىء بإمكان الإنسان أن ينجو من المرض إذا تجنب ذلك السلوك.
الأمراض المتوطنة لدينا قليلة ومكافحتها ناجحة، لكن أكثر أمراضنا ناتجة عن السلوكيات المنحرفة من مخدرات وحوادث وتدخين أو عادات مضرّة بالصحة.
لو أحصينا الأموال المصروفة على التدخين والمخدرات وحوادث السيارات (سواء في الشراء أو العلاج للأمراض الناتجة عنها) لوجدناها تبلغ المليارات! ولو أضفنا لها ضعفها من رواتب الأطباء والموظفين وتكاليف الخدمة (من شراء سيارات وآليات وبناء مستشفيات) سنجد أن لدينا مليارات من الريالات تذهب نتيجة السلوك الخاطئ.
إننا بحاجة إلى توعية مُقْنعة يصاحبها تخويف يعرض أهوال النتائج من التدخين والمخدرات وحوادث السيارات، وتُعرض تلك النتائج مجسَّمة في البيت والمدرسة والطريق، وتُعطَى للأمهات خاصة ليعلمن الأولاد تلك الأضرار في سن الطفولة، فقد ثبت الآن أن الطفل أكثر اتعاظاً وإدراكاً للمخاطر واجتناباً لها من الكبار في الأجسام.
* للتواصل ص ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691 |