Monday 30th December,200211050العددالأثنين 26 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الرئة الثالثة الرئة الثالثة
اللهم أنت المستعانُ على ما يقولون!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

هاتفني صديق أثق في صدقه وإخلاصه قائلاً:
* هل أُفشِي لك سراً؟
* فقلت: إفعل، وعسى أن يكون ما تُسِرُ خيراً.
* قال: ما بال «فلان» يهجوك في المجالس أمام من يعرفك ومن ينكرك من الناس؟
* فقلت: انني لا أملك ردع أحدٍ من الناس عن الكلام، ناهيك إذا كان الحديث عني حقا أو باطلا!.
* قال: لكن ما يقوله هذا«الفلان» عنك باطل لاحق فيه.. وأنا شاهد على ذلك.
* فقلت: إن كان ما قاله هذا «الفلان» حقاً، فتلك نصيحة كنت أتمنى أن أسمعها منه،.. وإن كان باطلا.. فتلك غيبة.. وأنا الفائز في كلا الحالين!
* قال: كيف؟
* قلت: إن كان ما قاله هذا المخلوق حقاً.. فأرجو أن يكون«هجاؤه»: تبصيراً لي بعيبٍ فأجتنبه.. أو تنبيهاً لي بنقيصةٍ.. فأطهر نفسي منها.. وإن كان ما قاله باطلاً، فأرجو الله أن يتوب عليه.. وأن يرزقني أجره!
* قال: وهل يعلم هو أنك تعلم ما يقوله عنك؟
* قلت: لا يهمني إن كان يدري أو لا يدري بما علمته عنه، فهو خصم نفسه.. وهو حَكَمُها.. ما دام قد نصبها طرفاً في قضيةٍ.. هو البادىء بها، والبادىء بالظلم أظلم!.
وكم كنتُ أتمنى لو فاتحني هذا المخلوق بما وقر في صدره عني.. فإما اعتبرتُ، وإما عاتبتُ، وإما لذتُ بصبرٍ يعصمني من الكلام! ومن يدري.. فلعله هو ضحية غيبةٍ نقلها له ذو قلبٍ مريضٍ ليفسد ما بيننا، وفي هذا الحال، كلانا مظلوم! وأستشهد في هذا المقام بقول الله تبارك وتعالى{يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا إن جّاءّكٍمً فّاسٌقِ بٌنّبّأُ فّّتّبّيَّنٍوا أّن تٍصٌيبٍوا قّوًمْا بٌجّهّالّةُ فّتٍصًبٌحٍوا عّلّى" مّا فّعّلًتٍمً نّادٌمٌينّ}.
* قال: فما«حُكمُك» إذن على هذا المخلوق الذي هجاك!
* قلت: أولاً: لن أبادله هجواً بمثله، فأكون له نداً في الفعل وشريكاً في الوزر!
ثانياً: لستُ معصوماً من الخطأ كي أطلبَ من الناس أن يحبسوا ألسنتهم وأقلامهم عن نقدي، فكل البشر خطاءون، وخيرهم التوابون، والتوبة تعني في أحسن الأحوال الاعتراف بالخطأ، والعزم على اجتنابه، وأرجو أن يكون لي من نفسي رادع كيلا يفترس لحمي هذا«الفلان» أو غيره من الناس، ومتى ما فعلت ذلك.. فلن يضيرني أن ينعق بوم أو ينهق صاحب«شر الاصوات»، ففي الايمان بالله أولاً ثم عفاف النفس.. ونقاء الوجدان وثبات الثقة درب الخلاص من فتنة الانشغال المحموم بشؤون الناس.. وما ينقلونه من حلو الكلام ومره، سراً أو علانية.
والله المستعان لي ولك على ما يقولون!

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved