في زمن الإمبريالية تكثر المعادلات الصعبة التي لابد من حلها والوقوف عليها وللأسف تكون في معظم الأحيان معقدة الحل، ويتجلى هذا الامر في العالم العربي في قضايا يتطلب البحث في مسبباتها ومعرفة معطياتها والتفكير فيها ملياً لإيجاد حلول جذرية لها ولكن كيف نستطيع التوصل الى ذلك؟ وبالتالي من الممكن ان يكون الحل الأنسب والأمثل هو «التعاون» وذلك بتطبيق ما تحمله الكلمة من كافة المعاني التي تتمثل في وحدة الرأي ووحدة القوة ووحدة الموقف.
وجميع هذه الأمور تقف وراءها عدة عوامل بسبب الاختلاف الحاصل بين الدول العربية في القضايا المصيرية والتباعد في وجهات النظر وبهذا الاختلاف تضيع حقوقنا الشرعية في قضايا ساخنة اهمها قضية فلسطين والعراق وهضبة سوريا، وهكذا اصبحنا لقمة سائغة لكل مغتصب او محتل او من يريد ان يوجد ثغرة طويلة المدى وذات اهداف استراتيجية في المنطقة العربية وذلك بإتهام احدى الدول العربية بانها تشكل خطورة على البقية وانها نقطة عدم استقرار لهن، ولكن الهدف الحقيقي من هذه اللعبة اضعاف هذه الدولة واجراء تغييرات في القوة العسكرية بين دولنا بحسب ما تقتضيه المصلحة وشيئاً فشيئاً يشمل هذا التغيير تدريجياً بقية الدول العربية، والصورة الحقيقية في هذه اللعبة مانراه فيمن أخذ صفة وريث الاستعمار البريطاني والفرنسي الا وهو «العم سام» والذي يلعب حالياً بخطة النفوذ السياسي والوجود العسكري والتمدد الاقتصادي، ونحن بانتظار ما ستسفر عنه هذه الخطة وكلنا أمل بأن تفشل وأن ينتهي وضع منطقتنا عموما والوضع العراقي خصوصاً على خير.
|