«الفاينانشال تايمز » تثني على أداء البنك العربي الوطني مؤكدة تفوق نتائجه المالية

* الرياض- الجزيرة:
تناولت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية الذائعة الصيت مؤخرا البنك العربي الوطني بمقالة تطرقت من خلالها إلى أداء البنك ونشاطاته وسياساته، وأثنت على ما حققه من إنجازات ونجاحات في مسيرته العملية.
ومما جاء في المقال:«يحظى الإرث التاريخي بأهمية كبرى في دولة مثل المملكة العربية السعودية»، وتسود قيم الأسرة والعائلة والقبيلة بحيث تفرض سماتها على مجمل الحياة، فيتكرس من ثم مفهوم الأصالة في الصلات بين الإنسان وما يتعامل معه في كل مناحي حياته، ولعل ذلك يكشف بعض ما يحظى به البنك العربي الوطني كمؤسسة تجارية عريقة تمارس أنشطتها في المملكة العربية السعودية، وتعود صلات البنك العربي المحدود«الذي شكلت فروعه العاملة في المملكة آنذاك نواة البنك العربي الوطني» مع المملكة إلى عقد الثلاثينات من القرن الماضي حين كانت الحدود الجغرافية أمراً غير متعارف عليه، وكانت القبائل والقوافل التجارية تتحرك دون قيود أو عقبات في المناطق التي تشكل الآن أراضي المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية. وأضافت الصحيفة أن البنك العربي الذي يتقاسم ملكيته البنك العربي المحدود، أكبر مساهم في البنك العربي الوطني بحصة تبلغ 40% وشركاء سعوديون يتجاوز عددهم 5000 مواطن، منهم عوائل من بيوت تجارية عريقة، ويترأس مجلس إدارته عبداللطيف الجبر، بينما يتولى نعمه صباغ منصب عضو مجلس الإدارة المنتدب منذ أواخر عام 1998م. وتقول الصحيفة البريطانية نقلاً عن أحد خبراء العمل المصرفي تعليقاً على أداء البنك العربي الوطني:«ينبغي أن يكون المساهمون سعداء من أداء الإدارة خلال السنوات الأربع الماضية»، حيث ارتفع الربح الصافي خلال هذه الفترة بنسبة 61%. وقد كان لإفرازات حرب الخليج«1990- 1991» وتقلبات الاسواق خلال التسعينيات عدد من المصاعب الاقتصادية، وقد سعى البنك العربي الوطني لإعادة الهيكلة عبر خفض المصاريف وانتهاج استراتيجية تسويق أكثر جرأة، لكن هذه الجهود لم تكن موفقة بما يلبي الطموحات، ولكن خلال السنوات الأربع الأخيرة تم تطبيق سياسة بناء احتياطيات مدروسة، وفرض ضوابط رقابية في مجال الائتمان وغيره. وذكرت الصحيفة أن إدارة البنك لا تسعى إلى المنافسة على جميع الجبهات، ولكن تركز على الارتقاء بمعايير خدمة العملاء وجودة الارباح التي يجب ان تكون متماسكة، وثابتة، وقابلة للاستمرار.
وفي هذا السياق تعكس نتائج البنك العربي الوطني لهذه السنة حتى تاريخه تلك الاستراتيجية، فقد ارتفع صافي الدخل بنسبة 24% إلى 453 مليون ريال موازنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بينما ارتفعت القروض بنسبة 16% إلى 7،15 مليار ريال لتبلغ ضعفي نسبة الزيادة في الودائع التي وصلت إلى 8،23 مليار ريال، في الوقت الذي نمت فيه محفظة البنك الاستثمارية بنسبة 13% لتصل إلى 4،19 مليار ريال. وتقول الفاينانشال تايمز أنه وفقا لوكالة التقييم العالمية«كابيتال إنتلجينس» يعد البنك العربي الوطني واحداً من المصارف التي تتمتع بأفضل أوضاع السيولة في القطاع المصرفي، مع قاعدة رأسمالية صلبة، ونسبة عالية من السندات«الأوراق المالية الحكومية السعودية»، إضافة إلى أنه مع بنوك سعودية أخرى حققت أعلى هوامش الربحية في العمليات البنكية». وتؤكد كابيتال إنتلجينس بالقول:«أنه وفقا للمعايير الدولية فإن البنك العربي الوطني في طريقه للوصول إلى تغطية كاملة للقروض غير العاملة في نهاية هذا العام»، بينما بلغت النسبة نحو 94% كما في نهاية يونيو.
وتختتم الجريدة البريطانية قراءتها في أداء العربي فتقول: إذا كان بعض المحللين يشيرون إلى النهج المحافظ نسبياً للبنك العربي الوطني في تعاملاته، فإنهم يقرون في الوقت ذاته بأن هذه السمة واحدة من خصائص الإدارة الحكومية الكلية للاقتصاد الذي يرتكز على النفط، كما أنها الأفضل على الإطلاق لبنك يتطلع إلى عدم تكرار تجربة أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات بما جرته من صعوبات في ذلك الوقت.