كلنا قرأنا ذلك التقرير السنوي.. الذي صدر عن الجماعات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.. وما حفل به التقرير من أرقام تبعث في النفس.. السعادة والارتياح..
** الأرقام.. تعكس لنا.. ما حققه جيل من شبابنا وشاباتنا في مشوار مهم للغاية.. وهو حفظ كتاب الله عن ظهر قلب.. مع التجويد والتدبر والتفسير والمعرفة والإلمام بهذا الكتاب العظيم.. الذي يعني لنا.. الشيء الكثير.
** كم نحن في حاجة إلى هذا التقرير الذي قال.. إن هذه الجماعة تحوي حوالي نصف مليون طالب وطالبة.. وكلهم جاءوا لحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب.
** ويقول التقرير.. إن الآلاف منهم.. شباباً وشابات.. حفظوه بالفعل في السنوات الماضية.
** هذه الجماعات أيضاً.. تضم آلاف المدرسين والموجهين الأكفاء.. الذين تزخر بهم الساحة.. واستطاعوا خلال سنوات نقل هؤلاء الطلاب إلى مراتب عالية من القيمة والقدرة والكفاءة التي هي طموحنا كآباء وطموح أبنائنا..
** حفظ القرآن الكريم.. يعني لنا.. الشيء الكثير..
فهو أولاً.. عبادة فيه أجر كبير.. ومبتغى وغاية وهدف نتسابق إليه.. وطمع نراه شرفاً كبيراً.. وهل هناك أفضل من أن يكون كلام الله في صدرونا وفي عقولنا وفي ذاكرتنا وعلى شفاهنا دائماً؟
** وفي حفظ القرآن الكريم.. تعلم لأحكام الشرع في وقت مبكر.. فحافظ القرآن يعرف العقيدة جيداً.. ويعرف أحكام الشرع.. ويعرف تاريخ الأولين من أنبياء ورسل وأمم.. ويعرف أحكاماً كثيرة يجهلها كل من حال بينه وبين القرآن.. كسل أو تهاون أو غفلة أو فسق أو خبث أو سائر الملهيات والمشاغل الأخرى.
** ثم إن حفظ القرآن.. يقوِّم ألسنة أبنائنا على النطق اللغوي الصحيح.. ويسهل عليهم معرفة قواعد اللغة العربية والبلاغة والفصاحة في اللسان.. ويعطيهم حصيلة لغوية متميزة.. تجعلهم يفوقون أقرانهم.. بل ربما فاقوا مدرسيهم وجامعيين ودكاترة هجروا القرآن ولم يكن لهم نصيب من كتاب الله.
** جماعات تحفيظ القرآن.. قدمت لأبنائنا خدمة جليلة وعظيمة.. وهي تحظى بدعم كبير ومتواصل من قيادتنا الرشيدة..
** كما تجد دعماً واهتماماً شخصياً متواصلاً من المسئولين.. ولها ميزانيات وتستقبل التبرعات والدعم.. والعطاء فيها من أفضل العطاءات.. وتقديم الدعم لها.. من أفضل القربات.. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» ومن الذي يكره أن يكون من هؤلاء الخيرين؟
** جماعات تحفيظ القرآن بفضل الله.. انتشرت: ولم تعد كما السابق.. محصورة في دخنة أو في شارع الفريان.. وبإمكانات بسيطة محددة.. وبعدد قليل.. بل صارت اليوم في كل مكان.. وصار طلابها الذين كانوا يعدون بالأمس بالعشرات.. صاروا اليوم بمئات الآلاف.
** كم كنا في حاجة إلى أرقام هذا التقرير.. نسعد بأن من أبنائنا وبناتنا نصف مليون قد حفظوا القرآن قريباً.. ومثلما صار لدينا اليوم.. خمسة آلاف حافظ للقرآن الكريم.. فقد يصبح لدينا نصف مليون حافظ خلال سنوات قريبة.
** الشيء المبهج.. أنك تجد أباً لا يحفظ القرآن وله خمسة أولاد من الحفظة.. وله ثلاث أو خمس بنات حافظات.. ومعنى هذا.. أن الأب تعلم الدرس جيداً.. واستفاد من تقصيره السابق.. واستدرك أخطاءه في أبنائه.. فمثل هذا الأب.. له أجر عظيم إن شاء الله.
** نحن نباهي بأبنائنا وبناتنا الحفظة ويستحقون منا.. أكبر وأفضل الجوائز التقديرية.. وليت حافظ القرآن.. يمنح شيئاً متميزاً في المجتمع يميزه عن غيره أياً كانت هذه المنحة أو التميز.. المهم.. ان يكون له ما يميزه عن غيره بشيء يشاهده الجميع.. فيقال.. هذا حافظ.. أو هذه حافظة.. كأن يكون له مثلاً.. راتب شهري ثابت.. حتى لو كان خمسمائة ريال مثلاً... أو مكافأة سنوية ثابتة حتى لو كانت ألف ريال.. أو يكون لهم الأولوية في القبول في الجامعات أو الوظائف..
** ليتنا نميز الحفظة عن غيرهم.. إنهم يستحقون.
|