Monday 30th December,200211050العددالأثنين 26 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

«وعلامات» «وعلامات»
الدراسة في رمضان.!
عبدالفتاح أبو مدين

كنت أقول لصاحبي في الأيام الأولى من رمضان 1423هـ، إن الدراسة في رمضان غير مجدية، لأننا نسهر إلى بعد صلاة الصبح، ثم يذهب الطلبة والمعلمون والمديرون والبوابون، يذهبون إلى المدارس والكليات وهم نائمون.! وفي اليوم نفسه الذي خضنا فيه في قضية الدراسة في رمضان، وأنها عديمة الجدوى، رأيت في عكاظ طرحاً في هذا الموضوع.. ومن الآراء من يفضل الدراسة ليلاً، ومنهم من يراها نهاراً، حتى وإن لم تكن فيها جدوى، وأنا أرى أن الذي ليس فيه جدوى، تركه أجدى، من احتساب دراسة لا عائد منها البتة..! والناس دائمو الاختلاف، وصدق الحق القائل: {وّلّوً شّاءّ رّبٍَكّ لّجّعّلّ النَّاسّ أٍمَّةْ وّاحٌدّةْ وّلا يّزّالٍونّ مٍخًتّلٌفٌينّ (118) إلاَّ مّن رَّحٌمّ رّبٍَكّ وّلٌذّلٌكّ خّلّقّهٍمً وّتّمَّتً كّلٌمّةٍ رّبٌَكّ لأّمًلأّنَّ جّهّنَّمّ مٌنّ الجٌنَّةٌ وّالنَّاسٌ أّجًمّعٌينّ (119)} [هود].
* ستستمر الدراسة في رمضان سنوات، ورمضان أحد شهور الدراسة، ربما ثماني سنوات، حتى يصبح رمضان في إجازة الصيف.! وعندي أن الدراسة - ليلاً - في رمضان أجدى، بحيث تبدأ من العاشرة، إلى الثالثة بعد منتصف الليل.. وسيكون التحصيل بمشيئة الله أجدى وأفيد، لأن المعلم والطلاب والإداريين، قد شبعوا نوماً نهاراً، وأكلوا وشربوا وصلوا، ويأتون إلى الفصول، وهم جميعاً صاحون ونشيطون، لكي يتلقى الطلبة دروسهم في يقظة وانتباه، للذين هم حراص على الكسب والفائدة.. أما ما عداهم فإن ليلهم يتساوى مع نهارهم في حلهم وترحالهم.!
* أريد من وزارة التعليم العالي، ووزارة المعارف، الرئاسة العامة لتعليم البنات، أن يتشاوروا ويتدارسوا الأمر، علّهم يصلون إلى اقتناع بجدوى الدراسة ليلاً في شهر الصوم، ليتخذوا قرارهم في ذلك، ثم يعرضوه على أولي الأمر، للتفضل بالموافقة عليه.!
* وربما دار في أذهان الناس شيء من توجس على نحو ما، وأنا أرجو إبعاد الهواجس والشكوك، لأنها معطلة، فالليل مثل النهار زمناً، ورمضان كغيره عند الكثير من الناس.. ولو أننا ظللنا نتخوف ونتردد، فإننا لن نحقق شيئاً، ولن نصنع شيئاً، وما أحرانا أن نأخذ بالتوجيه النبوي الشريف: «أعقلها وتوكّل».!
* في ظني أن الدراسة ليلاً في رمضان، سيكون لها عائد للطلاب، وراحة لهم وللبيوت التعبة في رمضان بسبب السهر، وكذلك للمعلمين في كل المراحل.. أما الدراسة نهاراً في هذا الشهر، فهي - جهد ضائع -، وعندي أن تعطيل الدراسة في رمضان، يتساوى مع فتح المدارس والمعاهد والجامعات، المحصلة واحدة، وهي لا شيء أو - ماشي - بتعبير اخوتنا في اليمن.. ونحن أخلق أن نسعى وأن نحقق ما نراه مجدياً ونافعاً ومحققاً للأهداف، بعد الاتكال على الله عز وجل، فهل نحن فاعلون؟.. أرجو ذلك، لأننا حقيقون أن نتدارس إشكالياتنا، ونضع لها الحلول المجدية، المحققة للطموح.. والله المستعان.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved