تتوافر عبارات التهديد والوعيد في تصريحات رئيس وزراء إسرائيل ووزير حربه، في مقابل جهد فلسطيني متصل لمحاولة الاعلاء من شأن التحركات السلمية بما في ذلك المبادرات الداخلية لإصلاح مسار التنسيق بين الفصائل تمهيداً للتعاطي بصورة واضحة مع مبادرات السلام بل ومع إسرائيل بغرض التوصل معها إلى نوع من التهدئة وربما وقف لاطلاق النار.
هذا التباين الكبير بين الموافق الفلسطينية والإسرائيلية يلخص بوضوح كيف أن الذين يقع عليهم الظلم، وهم الفلسطينيون، لا يكفّون عن تلمس كل سبل التسوية بينما الكيان المحتل لا يأبه لأي حديث بشأن التهدئة بل إنه يمعن في دفع الأوضاع باتجاه التصعيد من خلال اعتماد لغة العنف والقوة والتهديد والوعيد..
ويركز الفلسطينيون الآن على حوار الفصائل في القاهرة باعتبار أنه سيشكل برنامج عمل للمرحلة القادمة تتعامل بواقعية مع ما هو مطروح، وهم في سبيل ذلك قد آلوا على أنفسهم التعامل بصراحة ووضوح مع المشكلات القائمة بما في ذلك النظر في وسائل النضال في محاولة للتوصل إلى رؤية موحدة تجاه كيفية العمل النضالي والسياسي..
ويتسع حوار القاهرة لقدر هائل من الشؤون والهموم الفلسطينية ولأنه كذلك ولأن المسائل المطروحة ذات حساسية شديدة فإن المطلوب عربياً توفير كل الوسائل التي من شأنها مساعدة الفلسطينيين في مساعيهم لتوحيد رؤاهم بما يسهم بصورة إيجابية في دفع عملهم المشترك إلى الأمام، كما أن المطلوب التأكيد على أهمية ما يحدث والابتعاد عن التأثير على مجريات الحوار إلا بطريقة إيجابية يمكن أن تدفع به إلى الأمام.
وإلى جانب الاهتمام العربي بالحوار الفلسطيني فإن أطرافاً دولية عدة تظهر قدراً كبيراً من الاهتمام، ومن المؤكد أن الجهات الفاعلة في العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية تتابع ما يحدث، غير أنه مطلوب من واشنطن ومن بقية كبار العالم أن ينظروا إلى ما يجري باعتباره عملاً فلسطينياً جاداً باتجاه السلام وأن يلاحظوا في ذات الوقت كيف تقابل إسرائيل مثل هذا التوجه الفلسطيني حيث تعمد إسرائيل إلى التصعيد بغرض الإطاحة بمقومات الحوار وجر الفصائل إلى ساحة المواجهة ومن ثم تعطيل جهد مقدر كان يمكن أن يُحدث نقلة كبرى فيما يتصل بجهود التسوية.
 |