فانطلاقاً من واجب المشاركة بالرأي في اظهار جانب من جوانب السلوكيات والتصرفات الخاطئة لبعض الشباب وهم قلة بإذن الله، والحديث ليس بالهمس فان مكانة المجتمع وهيبته تنبعان من اعتزازه بقيمه وأخلاقياته التي ينقلها شباب المجتمع على أكفهم وهم يتنقلون غرباً وشرقاً، وحتى هذه النقطة ليست محل سر ولاخلاف على تمسك المجتمع بثوابته ومرتكزاته التي ينبع منها المعاملة الحسنة والدماثة تعبيراً ورأياً وتعاملاً ولكن ودونما تفسير له قبول منطقي أو اعتباري أظهرت قلة من بعض الشباب ميلاً بدرجات مختلفة عن جادة الصواب فقد أظهرت بعض البرامج الفضائية فحوى القدر الذي تنفخ فيه هذه البرامج فقد أظهرت أن بعض الشباب السعودي قد يفتقر إلى تحمل المسؤولية في الحديث فقد يتحمل تكاليف الاتصال الدولي المباشر ليتحدث عما لا يعلم بما لا يعلم وهي بحق مصيبة وماذا بعد؟
لا شيء أكثر من أن يد البعيد قد طالت ما لم يكن يوماً تحلم فيه فقد صورت هذه القنوات المجتمع وشبابه من زاوية مظلمة قاتمة فجنت وتجنت ثم ذهبت تتغنى بنجاح وجماهيرية هذا البرنامج وذاك، ولكنها فشلت في التعامل مع الحرية في النقل والنقد وحتى اظهار الحقائق والمثبتات ورفعت من أسهم الكسب المادي على أسهم أخلاقيات العمل الإعلامي وهذا شيء يأذن بخطورة متناهية فكيف بمن يستخدم الصوت والصورة ليظهرها على غير حقيقتها؟ لقد اعتمد هؤلاء مشروع الإساءة منخفض التكاليف على ذمة متصل غير مسؤول وثمة أمر أخير وهو أن محاولات التشكيك لا تتجاوز حدود الافتراء والتجني يتداخل فيها غباء المتحدث بجسد المتحدث له، إننا كافراد من هذا المجتمع يقع علينا واجب الترفع عن اقحام سمعة وصورة هذا المجتمع في حقل المزايدات الأخلاقية فنحن نعرف من نكون واي ارث أخلاقي نكتسي وأي حلل نحملها.
تجمِّل الثقافة التي نتحدث عنها وبها ولها ثم الفكر الذي نستقيه من الدين الحنيف وكما نحن نعي أي جهود به الكتب المطبوعة والصحف المنشورة والأثير الطائر وجهود رجالات هذا المجتمع من مثقفين وكتَّاب لتبقي هذا المجتمع على هرم التفوق عنواناً يشهر للعيان أن الأخلاق نبراس الحق أن غالبية موضوعات ا لمناقشة تستلهم من وحي القرب من الحديث حول حمى هذا المجتمع بصفة تكاد تكون ملحوظة وكأنهم أوصياء على عرف أو تقليد بذاته ولا يجيدون غيره ولا تلفح هذه المناورات بأي الطرق سلكت فلا الثوابت تهتز ولا المعتقدات تتغير ولا الرؤى تضلل وإن عزَّ علينا أن من أبنائنا من استدرج لكي يقع فسوف يقوم ويقف ثم يلتفت فلا يجد غير الحق بديلاً يتبع كما لن يجد غير الفكر الصائب المتجذر اسلاماً اتباعه، إن من أكلف ما عنينا به أن نظهر للعيان عبر مدارات الاتصال المشروعة خطورة فقدان التوافق الأخلاقي بسبب تداخلات وأطماع مادية تصب حممها على عقليات فقيرة النور والمعتقد ومستسهلة الوقوع في أي من بؤر الوحل كيف يمكن انجاح مشروع التصور الحضاري للشباب المسلم وكم سيرصد من الكفالات الفكرية للحفاظ على ما تبقى في جيوب هؤلاء ومن يكفل سداد الأخطاء التي تأتي بزمان ومكان خاطئ.
|