تختتم هذا اليوم البطولة العربية المقامة في الكويت بعد ان تأهل الاخضر السعودي طرفا في المباراة النهائية بكل جدارة واستحقاق وكذلك فعل المنتخب الاخر البحرين فما وصل «للفاينل» الا وهو جدير بالوصول وتبقى حظوظه مثل حظوظ منتخبنا للفوز بالبطولة من عدمها.. وبعيدا عن حسابات الفوز والخسارة فأننا كسبنا الأهم وهو في رأيي منتخب رائع بكل المقاييس.. ففي الحراسة رسخ مبروك زايد قدميه كحارس للمستقبل الأخضر الباسم ان شاء الله.. كما تأكد مكسبنا لخط دفاع شاب اكثر من ممتاز يبرز فيه تكر والمنتشري والصقري والعيسى وهذا الاخير لاعب واعد في منطقة الظهير الايمن يتمتع بقوة جسمانية كبيرة.
هذا ونحن في غنى عن الاشادة بنجوم الوسط والهجوم الواكد ونور والمشعل و زملائهم الغامدي وكريري والقحطاني و غيرهم..
وثقتنا في منتخبنا لاحدود لها.. آملين ان تكون المباراة النهائية هذا اليوم في مستوى الحدث وبما يليق بكأس جمعت الكرة العربية من المحيط للخليج.. واننا لمنتظرون.
ولم الهلال؟!!
العقل احسن حلية والقلم افضل قينة.. فما اكتسب المرء افضل من عقل يهديه الى هدى ويرده عن ردى.. فبالعقل وحده تقاس الأمور وبالعقل وحده تقيم الامور.. وبالعقل نتناول واقع الحكم ممدوح المرداسي في تحكيمه لمباراة الأهلي والهلال الاخيرة ليلة السبت الماضي.. فقد تابعنا الحكم ضمن متابعتنا للمباراة ككل وانتهت مثيرة بالهدف القاتل في الوقت القاتل واعتبرنا ان المباراة قد انتهت عند هذا الحد بسوء خاتمة اهلاوية وحسن خاتمة هلالية.
اما اذا اردنا التعرض الى التحكيم وتقويمه خلال تلك المباراة فبحيادية تامة أؤكد انه اذا كان هناك من متضرر من التحكيم في هذه المباراة فهو الهلال.. فهناك «شبه» ضربة جزاء لسوماليا لو احتسبها المرداسي لما لامه احد.. وقد اوصل المباراة الى بر الامان دون اجحاف يذكر في حق احد من الطرفين الا ان الحكمة خانته في استكمال دقيقة او جزء منها من الوقت الضائع «لسنترة» الكرة بعد الهدف لإعطاء كافة الامور حقها.
والحكم المرداسي سبق وان قام بتحكيم مباراة الاهلي والنصر في نفس المسابقة وفي نفس الملعب وفيها «مردس» الأهلي مردسة وطرد لاعبين احدهما طرد تعسفي للاعب الخلوق محمد بركات.. كما ضغط الاهلي كثيرا ومع ذلك لم نر او نسمع احداً من الاهلاويين او غيرهم قد لام الحكم المرداسي على اخطائه في تلك المباراة.
فلماذا صمت الاهلاويون على المرداسي امام النصر وفتحوا النار عليه بعد مباراة الهلال رغم الفارق الكبير في تحكيمه للمباراتين حيث سقط في الاولى واحسن في الثانية.
ولم الهلال هو ضحية التقويم التحكيمي قبل واثناء وبعد المباريات خاصة الهامة والكبيرة منها؟!!
هذا وبالعودة للأهلي في هذه المباراة فنلحظ انه اجاد في الشوط الاول وجانبه التوفيق في الشوط الثاني فظهر ضعيفا لياقيا وعاجزا حتى عن الوصول لمرمى ضاري والذي استغرب هنا من تجميده لسنوات لصالح الشاطر حسن او بديله الماس، فالاهلي يفتقر الى الكثير من العناصر.. فقلبا الدفاع يدعوان للاشفاق فهما قصيرا القامة ضعيفا البنية وقليلا الحيلة ونقطة ضعف كان من الاجدى بالاهلاويين حسن علاجها بلاعبين من الداخل او الخارج.. وكذلك من نافلة القول ان نؤكد حاجته الى مهاجم ذي مواصفات تليق بفريق كبير كالأهلي حتى في تواجد النجم طلال المشعل.. اما البقاء على هذه الحال ففيه هدر لكن الجهود الكبيرة المبذولة في الارتقاء بالأهلي مع وجود عناصر رائعة وكبيرة يتلاشى مجهودها ورقيها بضعف قلبي الدفاع وقلب الهجوم والذي يحتاج للاعب «سوبر ستار» لذا وعلى هذا الحال لا يأمل المتعقلون من الاهلاويين في اي بطولة داخلية كانت ام خارجية.. بل انه في مباراته مع الهلال انهار الفريق رغم ان الهلال لم تكتمل عافيته.. فكيف كان سيكون الحال لو كان الهلال في كامل عافيته؟!! علما بان المدرب الاهلاوي ديمتري لايتحمل مثل هذه الاخفاقات لعدم وجود العناصر الفاعلة في مركزي قلبي الدفاع والهجوم.. فماذا تنتظرون ان يفعل مع اشباه لاعبين دفاعا وهجوما؟!
هذا وبالعودة لمسلسل اتهامات الهلال بمحاباة الحكام له في مبارياته الداخلية.. نجد انها نتيجة لحملة منسقة ومستمرة منذ اكثر من ثلاثين عاما استهدفت الهلال مشككة في كل مباراة يحصد نقاطها او بطولة يحقق عرشها او كأسها يضيفها حتى ترسخت لدى بعض جماهير الاندية الاخرى مقولة غبية يرددونها دوما «ببغائية» ان للتحكيم دوراً في تحقيق الهلال لبطولاته وكؤوسه ودروعه!! وآمل عدم تضخيم المشكلات البسيطة التي تطرأ بعد مباريات الهلال لأنها فرصة لمغرضين يبحثون عن جنازة «يلطمون فيها».
لذا وفي كل الاحوال اكرر طلبي الدائم وهو الاستعانة بالحكم الاجنبي لوضع حد لمسلسل الهراء الذي لم ينته ولن ينتهي.. وارجو تقبل وجهة نظر من هم في الميدان او قريبون منه.. والله من وراء القصد.
نبضة:
لايكفي ان يتكلم المرء بل ينبغي له ان يتكلم بصدق!! «شكسبير»
|