Monday 30th December,200211050العددالأثنين 26 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كل يوم كلمة كل يوم كلمة
لماذا يعاقب عبدالغني؟
عبدالعزيز الهدلق

أجزم أن التحرك الرسمي للتحقيق مع اللاعب حسين عبدالغني عقب تصريحاته الانفعالية للقنوات الفضائية بعد خسارة فريقه أمام الهلال والتي جرح فيها رجال التحكيم تجريحا مباشراً وقذفهم باتهامات لا يمكنه اثباتها قد جاء ليؤسس نواة لنظام عقوبات ضد كل من تسول له نفسه في القذف والسب والشتم العلني بحق رجال التحكيم.
فللأسف ان رجال هذا السلك هم أكثر من يتعرض للتشهير والاساءة والقذف في شخصياتهم وذممهم وضمائرهم دون أن يجدوا من يحميهم أو يذب عنهم، وإذا كانت المرجعيات الرسمية قد اتسمت في المرحلة السابقة بالصبر وطول الأناة والإيمان العميق بحرية الرأي وحق النقد فإنها اليوم مطالبة بايقاف كل المتجاوزين والمسيئين عند حدهم ممن استمرأوا توجيه الاتهامات وكيلها للحكام دون وجه حق وهم أكثر العالمين ان أقوالهم كذب وافتراء، ويجب أن تكون الوقفة القوية والصارمة بحق حسين عبدالغني وتصريحاته الانفعالية وغير المسؤولة نقطة بداية ننطلق منها لمعاقبة كل مسيء وكل من يتهم بلا دليل ولا اثبات ويلقي الكلام على عواهنه.
وإذا كان حسين عبدالغني لم يأت بجديد وهو يطلق تلك التهم الجزافية والاتهامات الخرقاء للحكام حيث سبقه الى ذلك رؤساء وإداريون آخرون فإنه ليس مقبول ما يقوله البعض بطلب الصفح عنه بحجة أن غيره قد قال مثله وأكثر لأن هذا معناه الاستمرار في الخطأ والسكوت عنه والرضا به، لذلك يجب ان يجد عقاب حسين عبدالغني التأييد الكامل من كل العقلاء والمتطلعين لساحات تنافسية شريفة ويجب إكثار المطالبة بانزال أشد العقوبات عليه ليرتدع هو أولا ثم ليكون عبرة لغيره.
وليس صحيحاً ما يحاول البعض ترويجه بأن المرجعيات الرسمية لم تقو إلا على عبدالغني لتعاقبه لأن نفس الكلام الذي تلفظ به قاله غيره وأشد ولم يمس، وهذا القول مردود على أصحابه لأن الجهات الرسمية أقوى من كل عابث ومسيء وهي عندما التزمت الصمت في الحالات السابقة فذلك من باب الحكمة والحلم والصبر وطول البال ولكنها بكل تأكيد لم تكن غائبة ولا نائمة ولا غافلة بل هي متيقظة ومتنبهة وتعي ما يدور بالضبط وما هي تبعات وانعكاسات كل ذلك، وهي عندما توقف عبدالغني وتحقق معه فذلك معناه ان الصبر قد وصل مداه ويجب أن توضع الأمور الصحيحة في موضعها وربما من سوء حظ عبدالغني انه تحدث في هذه المرحلة التي توافقت مع نفاد صبر الجهات المسؤولة وعزمها على ردع كل مسيء وايقافه عند حده، أما أولئك الذين تعودوا على الفوضى في التصاريح وكيل التهم جزافا والسب والشتم والقذف في حق رجال التحكيم وغيرهم فسيرتدعون حتما وسيحسبون ألف حساب لكلماتهم قبل أن يتلفظوا بها لأن الجهات المسؤولة ستكون لهم بالمرصاد وستوقف كل عند حده ولن تسمح لكائن من كان بعد اليوم أن يتحدث كما كان في السابق بلا رقيب ولا حسيب بل سيجد من يقول له: قف وتعال إلى التحقيق وأثبت ما تقول أو هذا عقابك.
وإن لم يحدث فيحق لعبدالغني أن يقول: لماذا أنا؟!!

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved