Friday 3rd January,2003 11054العدد الجمعة 30 ,شوال 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجيل الجديد من القنابل الذكية سيستعمل لأول مرة الجيل الجديد من القنابل الذكية سيستعمل لأول مرة
توقعات بهجوم جوي خاطف يستمر من خمسة أيام إلى عشرة أيام في الحرب على العراق

  * واشنطن رويترز:
في حرب الخليج عام 1991 أمضى التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لطرد قوات الرئيس العراقي صدام حسين من الكويت خمسة أسابيع كاملة في قصف أهداف عراقية من الجو قبل أن يبدأ هجومه البري.
ويرى محللون عسكريون أنه في الحرب الثانية المحتملة ضد العراق ستكون الحملة الجوية التي تسبق العمليات البرية الواسعة النطاق مكثفة لكنها لن تستغرق وقتاً طويلاً وستعتمد على الذخيرة الموجهة بدقة أو ما يطلق عليه اسم القنابل الذكية.
ويقول جون واردن وهو كولونيل متقاعد من القوات الجوية الأمريكية وكان من المخططين الرئيسيين للحملة الجوية في حرب عام 1991 «أصبح لدينا أسلحة أكثر دقة بكثير مما كان لدينا من قبل».
وأضاف أن الحملة الجوية التي ستبدأ بها الحرب الجديدة على العراق «لن تستغرق في واقع الأمر أكثر من أربعة أو خمسة أيام».
وتابع «يمكننا أن نهاجم العراقيين من الجو في أمان من مسافة قريبة، ببساطة لا يمكنهم المساس بنا».
وقال انتوني كورديسمان المحلل العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «هناك فترة لن تزيد على سبعة أو عشرة أيام ستشن فيها الولايات المتحدة حملة جوية مكثفة قبل أن تشتبك مع القوات العراقية في مناورات برية تستهدف مراكز السلطة السياسية العراقية».
ويقول الخبراء إن التقدم في إنتاج الذخيرة الموجهة بدقة سيمكن الطيارين الأمريكيين في طلعة واحدة من قصف أهداف كانت من قبل تتطلب العديد من الطلعات.
ورغم ما حصلت عليه القنابل الذكية من اهتمام في حرب الخليج إلا أن 90 في المئة من القنابل التي استخدمتها القوات الأمريكية في الحرب بالفعل كانت «قنابل غبية» غير قادرة على إصابة أهدافها بدقة.
وقال واردن إن الذخيرة الموجهة بدقة قد تمثل هذه المرة نحو 80 في المئة من القنابل التي ستستخدم.
كانت القنابل الذكية المستخدمة في حرب الخليج تعتمد على تكنولوجيا بدائية، فالقنبلة كانت مزودة بأجهزة استشعار لرصد شعاع ليزر موجه للهدف، لكن هذا النظام كان يتعطل في الأحوال الجوية السيئة مثل الأمطار والسحب وحتى الغبار كان يمكنه إحباط التوجيه بالليزر.
لكن الجيل الجديد من القنابل الذكية ومنها قنابل تعرف باسم ذخيرة الهجوم المباشر المشتركة «جيه.دي.ايه.ام» لا يتأثر بالأمطار الخفيفة، فهي تعتمد على نظام تحديد المواقع بالأقمار الصناعية التي توجه القذيفة لهدف معين بدلاً من التوجيه بالليزر.
ويقول واردن الذي يرأس حالياً شركة فنتشريست الاستشارية إن من الخواص التي كانت مفتقدة في حرب الخليج القدرة الاستطلاعية وقت القصف وهي القدرة على معرفة ما يجري في أرض المعركة مع توالي الأحداث وليس بعدها ببضع ساعات.
وأضاف أن هذا العيب أمكن التغلب عليه الآن مع ظهور نوعين من الطائرات غير المأهولة وهي البريديتور الاستطلاعية المزودة بصواريخ وجلوبال هاوك التي تحلق على ارتفاع عال نسبياً ويمكنها رصد مساحات واسعة بدقة كبيرة.
كما توقع الخبراء اختلافاً في الاستراتيجية مع اختلاف الأهداف بين عام 1991 وعام 2003.
في عام 1991 كان لدى الولايات المتحدة هدف محدد هو تحرير الكويت بعد احتلال العراق لها في عام 1990 وليس الإطاحة بالرئيس العراقي، لكن هذه المرة أوضح الرئيس الأمريكي جورج بوش أن «تغيير النظام» أي الإطاحة بصدام سيكون الهدف لضمان ألا يهدد العراق العالم بأسلحة دمار شامل تزعم واشنطن أن بغداد تمتلكها.
وتوقع كورديسمان «حملة على مستوى الدولة بأسرها تستهدف أساساً القضاء على النظام بدلاً من حملة محدودة لتحقيق أهداف في مسرح العمليات الكويتي».
وقال المحلل العسكري لورين طومسون من معهد لكسينجتون للدراسات «سنستهدف بالتحديد أعمدة السلطة العسكرية العراقية مع محاولة ترك أغلب عناصر البنية الأساسية المدنية العراقية دون مساس».
ويرى المحللون أن تدمير الدفاعات الجوية العراقية سيكون من المهام الرئيسية في الساعات والأيام الأولى من الحرب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved