Thursday 16th January,2003 11067العدد الخميس 13 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كالوس كالوس
صراع العشماوي وأنزور!!!
رجاء العتيبي

في المسرح تبرز إشكالية «العرض والنص» التي ما زالت تلقي بظلالها على المسرحيين من دون أن يحسمها أحد بصورة نهائية تبعاً لإشكالية المسرح الفكري والدرامي.
أما في «خيول الفجر» فقد بدت هذه الإشكالية بصورة «ملموسة» وذلك حين تصارع «النص والعرض» بشكل لافت مما أثار غبارا كثيفاً غاب في لجته عبدالرحمن العشماوي ونجدت أنزور.
وضاعت بفعل حدته معالم الأوبريت. فقدنا العشماوي، الشاعر الفحل.. شاعر الجيل. مثلما فقدنا أنزور المخرج الفذ.. مخرج الكواسر.
العشماوي وجدها فرصة ليؤكد حضوره ويهيمن بالنص على العرض ولكن أنزور تفوق عليه وأقصى سلطة النص لصالح العرض، في حين ظهر الأوبريت بلا «رؤية مسرحية»!!! لم يستطع أنزور أن يدخل مفردات النص كعلامة ضمن العرض لافتقار النص إلى «الفعل المسرحي» كما لم يستطع العشماوي أن يتفهم ماذا تعني كلمة «مهرجان مسرحي»، لذا كتب قصيدة «أدبية». العشماوي توقع أن «لغة المجاز» ستؤثر على المسرح مثل تأثيرها في الأمسية الشعرية.. وهذا التوقع في غير محله.. لأن هذه اللغة تحطم «العرض» وتحيله إلى مادة أدبية. وأنزور «تهيب» معالجة النص وخاف من اقتحامه مما دعاه لأن يستقدم «عونا» من خارج البلاد يدعم به عرضه فتوارى النص جانباً. وبقي «الدعم» يرقص بلا نص.
خلاف وجهتي نظر: العشماوي وأنزور بعد العرض هو في الأصل صراع «النص والعرض» أثناء البروفات. كانت المادتان الفنيتان تتصارعان بعنف على أرض الجنادرية دون أن يدري بهما أحد لا الملحن عبدالرب إدريس ولا المطربون: محمد عبده والجبيري وصباح فخري.
والنتيجة أن كل الخيول سارت في طرق فنية مختلفة وبوجهات نظر متباينة. النص في طريق واللحن في طريق والغناء في طريق والعرض في طريق. ما الحل إذن.. في مثل هذه الصراعات الفنية حتى لا يتكرر السيناريو العام القادم؟
في تقديري.. أن الحل يأتي في وضع رؤية إخراجية واحدة.. يسير في فلكها كل من: النص واللحن والغناء فلا يتحرك هؤلاء الثلاثة خطوة واحدة إلا في حالة معرفتهم بالرؤية الإخراجية معرفة تامة.
وأن يتضمن النص «فعلاً مسرحياً» بأقل قدر ممكن من البيان والخطابية. وأن يتخلص «المطربون» من رسميته الزائدة ويكونون جزءاً من المشهد البصري.
وأن يوضع الإيقاع الموسيقي بناء على إيقاع الصورة البصرية.
أخيراً.. أن يفهم «المشتغلون» بالأوربريت.. ماذا يعني العرض المسرحي.. حتى يتواضع النص واللحن والمطرب لمفاهيم العرض.. لأنهم في حضرة «المسرح» وليس في ديوان شعر أو كاسيت غنائي أو فيديو كليب، تلك لها أدواتها الفنية الخاصة بها.

* مخرج مسرحي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved