Thursday 16th January,2003 11067العدد الخميس 13 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نجدت أنزور غير المعذور نجدت أنزور غير المعذور
فهد الحوشاني

لم يدهشنا ولم يمتعنا فنيا المخرج نجدت أنزور فيما قدمه من خلال (رؤيته المسرحية) التي كانت كسابقتها العام الماضي وظهر ذلك في أسلوبه المكرر وكذلك في الأجواء التي حاول أن يلوي عنق النص الشعري ليتوافق معه ولم اشعر اطلاقا أنني أشاهد أوبريت الجنادرية (الوطني للتراث والثقافة) خاصة أننا في أعوام سابقة كان الأوبريت رمزاً للجنادرية يظل في أذهان الناس حتى الأوبريت القادم، لكن أوبريتات انزور من النوع غير القابل للبقاء وسريعة الفناء لأنها لم تكن قريبة من الناس ولم تداعب لا عقولهم ولا عواطفهم فشعروا أنها لا تعنيهم كثيراً وكانت الأبيات الشعرية لوحدها تكفي لايصال الصورة التي قام المخرج ببعثرتها وتشتيتها!!
وعدنا انزور أن هذا الأوبريت سيكون مختلفاً ولكن يبدو أنه لم يكن يوما ما مخرجاً مسرحياً. وهذا ما أكده في لقاء في القناة الأولى ولا أدري كيف يقدم على شيء لم يتخصص فيه وماذا يفيده إذا ملأ جيوبه وخسر سمعته كمخرج عربي (كبير)!!
ولكي نكون واقعيين فإن المشاهد المسرحية لم تكن لها علاقة مباشرة بالنص الشعري وهذا ما قاله الدكتور عبدالرحمن العشماوي حيث قال في تصريح لجريدة الجزيرة إن الموضوع كان واضحاً ولم يحتج لشرح وأنه فوجئ بوجود الرقص والمشاهد. هذا عدا أن المشاهد المسرحية قدمت بشكل مدرسي وتقعر وبأداء كلاسيكي من بعض الممثلين وتطويل ممل.
وقام المخرج باقحام راقصين يؤدون رقصات لا تمت للنص بصلة وكان الراقصون بملابسهم السوداء وبناطيلهم المعروفة أكدوا لنا أنهم هم أولئك الذين نشاهدهم في المسلسلات السورية يشاركون في الأعراس وكانت رقصاتهم ودبكتهم لا تتماشى ايقاعياً مع لحن الأوبريت ولم تخل من ملامح دروشة وملامح (أخرى) لم تستدعها الضرورة الفنية حيث يبدو أن المخرج لم يقم حتى بتوجيه أولئك الراقصين بل شاركوا بما لديهم من (محفوظاتهم)!
ورغم وجود اضاءة مناسبة تم تجهيز القاعة بها إلا أننا لم نشاهد اضاءة أوبريتيه بل اضاءة قليلاً ما تؤدي معنى يتوافق مع الأداء.
ولا أدري لماذا استقدم المخرج فرقاً من خارج المملكة لا يتعدى عدد الفرقة عشرة وهو عدد قليل قياساً إلى مساحة المسرح يقومون برقصات ليست ذات معنى وشاهدنا عدم التوافق بين أعضائها وكنت أتوقع أن المخرج يريد إثراء العرض بفلكور من عدة دول ولكننا لم نشاهد تراثاً لأي دولة بل شاهدنا رقصاً مبتسراً ليس له معنى يخلو من الأداء الجماعي والتشكيلات الفنية.
ولعل المخرج ب(رؤيته المسرحية) غير العادية لم يتنبه إلى المساحة الشاسعة للمسرح مما جعله لا يشعر بالفقر البصري الذي شعرنا به ونحن نشاهد الأوبريت فمسرح مثل مسرح الجنادرية يحتاج إلى مائة أو أكثر لكي تكون الرؤية البصرية ثرية وموحية لكن يبدو أن المخرج لا يريد أن يتعب نفسه ولعله أيضاً يعتقد أننا سوف نصفق له في كل الأحوال!!
عموماً أتمنى أن يصل للمخرج نجدت أنه فنياً قد اساء لنفسه بهذا الإخراج وأقول ذلك بعد أن استعرضت بنا القناة الأولى ليلة الخميس الماضي مسيرة أوبريت الجنادرية منذ بدايته حيث شاهدنا الأعمال الرائعة التي قدمها أبناء الوطن وحتى الآن ورغم مضي السنين يتذكرها أناس هذه الأرض لأنها بشكل عام صناعة سعودية مائة بالمائة جسدتها أيادي وعقول أبناء هذا الوطن المليء بالمبدعين من كتاب وشعراء و(مخرجين) وفرق شعبية تراثية هم بالتأكيد أفضل من أولئك الذين يمارسون علينا الأستاذية ولكن الميدان لا يرحم و(المية فعلا كذبت الغطاس)!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved