Thursday 16th January,2003 11067العدد الخميس 13 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ريحة لون ريحة لون
أُمية بصرية !! لماذا ؟
محمد الخربوش

تحارب دول العالم قاطبة الأمية بكافة صورها وأشكالها وفي سبيل التصدي لهذه الإشكالية تجند طاقاتها المادية والبشرية للقضاء على هذه الإشكالية الفكرية التي تحد متى ما وجدت من مستوى النمو والتطور والسير نحو الأفضل وبالتالي فان السبيل إلى إيجاد مجتمع حضاري ناهض في كافة معطياته هو تخليص هذا المجتمع بكافة طبقاته من هذه الأمية وسلبياتها، وبلادنا بفضل الله أولا ثم بفضل الجهود الكبيرة لحكومتنا الرشيدة أولت هذا الجانب منذ فترة طويلة عناية واهتماماً كبيرين، مما أدى إلى السير قدما وبخطوات سريعة للحد من هذه الإشكالية الممقوتة وبالتالي أصبح لدينا نقلة كبيرة في هذا الجانب والتي كان لهذا الانتشار الكبير في مدارس محو الأمية وكذلك الحملات الصيفية المكثفة التي تجوب الصحاري والقفار والقرى النائية، كل هذا أدى بفضل الله إلى الحد من هذه الظاهرة أو التقليل منها.. ما دعاني إلى اجترار هذا الحديث حول الأمية بشكلها العام هو هذا الغياب الكبير عن المشاهد البصرية «المعارض الفنية» التي تقام هنا وهناك وبشكل يدعو للأسف، حيث إن ذلك يعتبر نوعاً من الأمية الثقافية التي يجب القضاء عليها وهي «الأمية البصرية» ان جازت التسمية، فمن خلال متابعتنا وإشرافنا على الكثير من المعارض التشكيلية سواء هنا في الرياض أو في جدة أو في الشرقية أو في غيرها يلاحظ هذه الظاهرة بنسب متفاوتة، وهذا بلا شك مؤشر غير إيجابي في ظل هذا النمو الحضاري الذي نعيشه في كافة المجالات والذي لا يتعارض مع عقيدتنا الإسلامية وتقاليدنا الأصيلة. إلا أن الثقافة البصرية لا تزال تراوح مكانها أي أن التذوق الجمالي وإدراك الجمال لا يزال عاجزاً عن ملاحقة القفزة الحضارية التي نعيشها، وبالتالي أصبح لدينا ومن منظور شخصي عقم في هذا الجانب وأصبح لدينا وبكل آسف «أمية بصرية» كما أسلفت، وما نعاني منه نحن هنا يعاني منه آخرون سواء في بلادنا العربية أو في سواها من الدول ولكن بنسب متفاوتة أيضا.
ويظل العشم الأكبر في تصحيح هذا المسار يقع على عاتق وزارة المعارف من خلال الاهتمام بمناهج التربية الفنية وتطويرها والتأكيد على تنمية إدراك الجمال وتذوقه لدى الناشئة وبالتالي فإن من واجب معلمي التربية الفنية غرس هذا المبدأ في نفوس تلاميذهم من المراحل الأولى وبذلك نكون قد وضعنا أقدامنا على الطريق الأمثل للتصحيح لنساهم في إيجاد جيل يدرك الجمال ويتذوقه ويسعى إليه ويطبقه قولاً وعملاً في كافة مناحي الحياة، وبالتالي يصبح لدينا مجتمع حضاري بكل ما تحمله هذه الكلمة من مضامين فكرية وتربوية وسلوكية وخلافه.
إضاءة:
في الأسبوع الثقافي السعودي الذي أقامته الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الأردن احتفاءً بعمان عاصمة الثقافة العربية 2002م كان للفن التشكيلي السعودي حضور مميز ومدهش استطاعت الأعمال التشكيلية أن تلوي أعناق المتابعين بما تحمله من بصمات فنية وتقنية رائعة أكدت المستوى المتطور للفن التشكيلي السعودي وحضوره الجميل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved