Thursday 16th January,2003 11067العدد الخميس 13 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ضرما سنابل القمح و سعف النخيل6/6 ضرما سنابل القمح و سعف النخيل6/6
نمو عمراني وسكاني متواصل تشهده المحافظة
1380هـ بدأت المباني الخرسانية الظهور في النمط العمراني

  حلقات أعدها: إبراهيم المعطش - عبدالعزيزعبد الله الجريسي:
في حلقة اليوم نستعرض النمط العمراني والنمو السكاني في المحافظة ومواطن التطور العمراني في أجزاء المحافظة.
كما نعرج بالحديث على الجانب التعليمي والخدمات الصحية بالمحافظة.
ضرما مدينة صغيرة نمت في أرض سهلية، الجزء القديم منها يقع حاليا الى الشمال من طريق الرياض الحجاز بينما يقع الجزء الحديث على امتداد الطريق نفسه ويأخذ الشكل الشريطي باتجاه الجنوب الشرقي والشمال الغربي حيث تتركز الأنشطة الادارية والتجارية. حصل نتيجة للنمو والزيادة في السكان والأنشطة الادارية والتجارية توسع وامتداد أفقي على جانبي الطريق الرئيسي باعتباره محوراً موجهاً للنمو العمراني مهملين القرية القديمة. هذا الامتداد الأفقي الكبير أدى الى تشتت الأنشطة والسكان جاعلاً المظهر الحضري بوضعه الحالي غير متماسك مقارنة بالوضع الذي كان سائداً في الماضي.
ويمكن تقسيم المنطقة المعمورة في ضرما حسب نموها وتطورها من الناحية التاريخية الى ثلاثة أقسام.
القرية القديمة
وهي التي تتكون من نواتين نما حولهما العمران وهما البلاد والحوطة. المباني في هذا الجزء معمولة من اللبن والطين، والطرقات ضيقة ومتعرجة وبعضها مسقوف وقد ظل العمران محصوراً داخل حدود السور القديم حتى أواخر الستينيات الهجرية ثم حدث التمدد في العمران بظهور مجاورات وأحياء سكنية في النخيل غرب البلاد الشرقي شرق الحوطة والسعداني والقبيلي بين البلاد والحوطة بعد انشاء المبنى الحكومي للمدرسة الابتدائية في موقع متوسط بين هاتين النواتين وفي هذه المجاورات السكنية أصبحت الطرقات نسبيا أكثر اتساعاً وانتظاماً من سابقتها لأنها ظهرت في فترة بداية استخدام السيارات.
حتى عام 1380هـ لم تكن هناك استخدامات للأرض غير الاستخدامات السكنية والطرقات والسوق بحوانيته والمساجد ومباني المدرسة الابتدائية للبنين والامارة والمحكمة والمستوصف والبريد وهيئة الأمر بالمعروف والاستخدامات الزراعية المتمثلة في بساتين النخيل.
الجزء الأوسط
هذا الجزء شيدت مبانيه خلال الفترة من 1380هـ - 1395هـ حول النواتين السابقتين من البلوك الأسمنتي والحجر وقليل من اللبن والطين في فيهق «الجويمعي» العنقري جنوب البلاد وبدة جنوب الحوطة والشرقي شرق الحوطة هناك الشوارع والطرقات أكثر اتساعا واستقامة والمساكن أكبر وأفضل نسبيا من ناحية التجهيزات كما ظهرت خلال هذه الفترة استخدامات أخرى للأرض بانشاء بعض المؤسسات الحكومية كالمكاتب الزراعية والبلدية والمدارس المتوسطة للبنين والبنات ومباني شركة الكهرباء الأهلية.
الجزء الحديث أو المخطط
وهو الذي ظهر بعد انشاء البلدية وقد شيدت مبانيه من الأسمنت والحديد والبلوك أو الخرسانة المسلحة وفيه نظام الشوارع والطرق المتعامد أو الشبكي بتأثير التخطيط العمراني الحديث بعد انتشار ملكية واستخدام السيارة على نطاق واسع. هذا النمط العمراني الحديث يقسم الكتلة العمرانية الى عدد من المناطق السكنية ذات الارتباط الضعيف أو المعدوم مع بعضها البعض مقارنة بالأنماط القديمة أو التقليدية بعد انتشار العمران وانشاء أحياء الوسيطي، البديع الاوبيدق، المدابلة، الصباخ وغيرها من المخططات الجديدة وتقع جميع مباني هذا الجزء جنوب البلدة القديمة حيث توجد الأراضي الفضاء التي تخلو أو يقل فيها الاستخدام الزراعي وكذلك على جانبي طريق الرياض الحجاز الذي شكل عامل جذب وتوجيه للعمران كما توسعت بعض الاستخدامات السابقة وظهرت العديد من الاستخدامات الجديدة التجارية والصناعية والخدمية والترفيهية كمحطات الخدمة والمطاعم وورش الاصلاح والمصارف ومباني الشرطة والدفاع المدني والاتصالات والأوقاف والحدائق والنادي الرياضي.
نتيجة لهذه التطورات والتغيرات الكبيرة في بنية أو هيكل العمران للمدينة أهمل الجزء القديم من المدينة وهجر تقريباً مما يستدعي بل يستوجب الاهتمام ببعض أجزائه أو بعض مبانيه من حيث المحافظة عليها بترميمها بدلاً من هدمها كما حصل أثناء عملية فتح الشوارع خلال الكتلة العمرانية القديمة خاصة وان بعض المباني تعد ذات قيمة تاريخية ومعمارية كبيرة لشواهد ودلائل على ما ضي ضرما وتاريخها العريق.
السكان
بلغ عدد سكان ضرما نحو 6000 نسمة عام 1407هـ ونحو 7356 نسمة عام 1410هـ وبمقارنة هذه الأرقام بعدد السكان الذي كان 2414 نسمة عام 1394هـ و4865 نسمة عام 1398هـ نلاحظ ان هناك نمواً متزايداً في سكان المدينة وهذا عكس ما كان عليه الوضع في الماضي فقد حصل تناقص في نمو السكان لفترة من الزمن وبالتحديد بين عامي 1383هـ و1398هـ وهذا التناقص في عدد السكان ما هو في معظمه إلا نتيجة للهجرة الخارجية غير أنه كما يلاحظ حصل في السنوات القليلة الماضية نمو في سكان المدينة بتأثير العمالة الوافدة واستقرار بعض أبناء البادية في البلدة وعودة بعض أبنائها ممن تركوها في فترات سابقة لأسباب العمل أو الدراسة كما ان تأثير الزيادة الطبيعية واضح في المنطقة.
ومن المعلومات المتوافرة عن الهجرة الخارجية يمكن القول بأن التعلم والعمل هما السببان الرئيسيان المسؤولان عن الهجرة النهائية للكثير من سكان وأبناء المدينة حيث يتجهون وبصورة مستمرة الى مدينة الرياض بالذات وان كانت معدلات الهجرة الخارجية من ضرما قد تدنت بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر الماضية لكنها ما زالت مستمرة. من ناحية أخرى حصلت هجرة معاكسة حيث عادت الى المدينة أعداد لا بأس بها من سكانها الذين تركوها في سنوات ماضية. وهذا انعكاس لتوافر فرص العمل وتحسن أحوال البنية السكنية نتيجة للتطور في قطاعات الاسكان والكهرباء والمياه والخدمات التعليمية والصحية وقطاع الزراعة والخدمات البلدية كما ان هناك بعضا من سكان البلدة الذين فضلوا السكن في ضرما والعمل في مدينة الرياض بعد توفير عوامل الراحة التي كانت تفتقدها البلدة في الماضي وكذلك لانخفاض تكاليف المعيشة مع توفر الهدوء، وسهولة الحركة والاتصال داخل المدينة بالمقارنة بالمدن الكبيرة اضافة الى وجود الأقارب كل هذه تعد عوامل جذب للاستقرار السكني في ضرما ويتوقع ان تستمر معدلات الهجرة من والى البلدة خلال السنوات القادمة ولكن بمعدلات أقل نسبياً مما حصل في الماضي.
التحصيل العلمي
اظهر مسح للسكان أجرته وزارة الشؤون البلدية والقروية بأن هناك اقبالا كبيرا على التعليم بمختلف مراحله بين الإناث والذكور وان نسبة المتعلمين في المدينة عالية كما ان معدلات الأمية تقريبا اختفت بين الشباب وصغار السن من الذكور والاناث فهي تقل عن 24% للفئة العمرية أكثر من 10 سنوات وهذه الأرقام تعتبر بدون شك مؤشرات على تطور التعليم بين سكان المدينة.
ان انخفاض معدلات الأمية الذي تحقق خلال فترة زمنية قصيرة يعتبر مدهشاً وظاهرة فريدة فقد ورد في التقرير نفسه بأنه بالمقارنة مع بعض الأماكن التي تم مسحها ودراستها في المملكة من قبل الوزارة وجد بأن نسبة الأمية في ضرما أقل من أية بلدة أخرى.
ومن الأمور التي ينبغي ذكرها هنا هو ان هناك اعدادا كبيرة من أبناء البلدة خاصة أولئك الذين استقرت أسرهم بصفة دائمة في مدينة الرياض قد حصلوا على نصيب وافر من التعليم فالكثير منهم يحملون شهادات جامعية في الكثير من الاختصاصات والبعض لديهم مؤهلات أعلى من ذلك وهنا لابد من الاشارة أيضا الى ان مدرسة دار التوحيد في الطائف يسرت ومن خلال المكافآت التي كانت تقدم للطلاب في الماضي الحاق بعض الأسر لأبنائهم لمواصلة دراستهم هناك وذلك قبل افتتاح المدارس المتوسطة في ضرما وقد أتم البعض من هؤلاء الطلاب دراستهم الجامعية في كليتي الشريعة واللغة العربية بمكة آنذاك ويعتبر هؤلاء من أوائل الحاصلين على شهادات جامعية من أبناء ضرما.
الخدمات والمرافق العامة
حصل في ضرما خلال الخمس عشرة سنة الماضية قفزة نوعية وعددية في المؤسسات والخدمات العامة والخاصة والتي تعد عناصر أساسية وضرورية لتنمية الموارد البشرية وتحقيق الراحة والرفاهية للسكان وتحسين مستوياتهم المعيشية شملت المؤسسات التعليمية والصحية والاتصالات والخدمات البلدية والأمنية وغيرها وفيما يلي عرض مختصر لتطورها وحالتها الراهنة.
الخدمات التعليمية
يوجد في الوقت الحاضر في ضرما أربع مدارس ابتدائية اثنتان للبنين ومثلهما للبنات ومتوسطتان وثانويتان احداهما للبنات وأخرى للبنين وكان يوجد معهد معلمات استبدل بثانوية بعد اكتفاء البلدة من خريجات المعهد من المدرسات للمرحلة الابتدائية.
كان افتتاح أول مدرسة للبنين قد تم عام 1370هـ وكان عدد طلابها آنذاك 55 طالبا وفي عام 1374هـ افتتحت مدرسة ابتدائية للأيتام واستمرت بالعمل لسنتين فقط حتى تم اقفالها في عام 1376هـ بعد افتتاح أول مدرسة ابتدائية للبنين استمر التعليم الابتدائي هو السائد لعشر سنوات من ذلك التاريخ وحتى افتتاح أول مدرسة متوسطة عام 1380هـ، وكان عدد طلابها في سنة الافتتاح حوالي 35 طالبا أما أول مدرسة ثانوية للبنين فقد تم افتتاحها عام 1395هـ وكان عدد طلابها في سنة الافتتاح 10 طلاب وبالنسبة للبنات فقد افتتحت أول مدرسة متوسطة ابتدائية عام 1383هـ وكان عدد الطالبات بها 80 طالبة وفي عام 1392هـ افتتحت أول مدرسة متوسطة للبنات وبدأ التعليم قفزاته الفعلية بفتح المدارس المتوسطة والثانوية للبنين والبنات منذ عام 1392هـ ولم يستكمل افتتاح المدارس لجميع المراحل للبنين والبنات إلا في عام 1405هـ ووصل عدد الطلبة والطالبات بالمدارس في المراحل المختلفة في ضرما عام 1411هـ الى 1536 طالبا وطالبة.
الخدمات الصحية
من المؤكد ان الحالة الصحية للسكان قد تحسنت بصورة ملحوظة ومن أهم الدلالات على ذلك انخفاض معدلات الوفيات والاصابة بالأمراض بعد تحسن التغذية وارتفاع مستوى الوعي الصحي وتوفر خدمات المياه ونظافة البيئة والتحصين ضد الكثير من الأمراض التي كانت تفتك بالسكان في الماضي كالسل والجدري والحصبة والكوليرا ومرض الكبد الوبائي ويوجد في المدينة في الوقت الراهن مركز رعاية أولية ويوجد به عدد من الأطباء في عدد من الاختصاصات وقسم للأشعة ومختبر للتحليل وقسم لطب الأسنان ولكن قرب ضرما من الرياض شجع وسهل على الكثيرين من أهالي البلدة طلب الرعاية الصحية في عياداتها ومستشفياتها الحكومية والخاصة.
المرافق الأخرى
ضرما مرتبطة إداريا بمدينة الرياض كما أنها من الناحية الأخرى تعتبر مركزاً ادارياً يرتبط بها عدد من القرى وتبعاً لذلك يوجد في المدينة عدد من المكاتب الفرعية للوزارات والمؤسسات الحكومية ويشمل ذلك:
* الامارة:
ومن الذين تولوا الامارة في ضرما في ماضيها القريب وحتى الوقت الحاضر كل من عبدالله بن عبدالعزيز العبدالعزيز، مشاري بن عبدالله بن عبدالعزيز، عبدالله بن عمر العبدالعزيز، سعود بن محمد المدبل، علي بن عبدالله بن عبدالعزيز، صالح بن جمعان، عبدالعزيز بن سحيم، عبدالرحمن بن جريد، عثمان بن جمعان، مترك بن عقاب الدوسري.
* المحكمة وكتابة عدل:
تأسست رسمياً سنة 1375هـ ومن الذين تولوا القضاء بها عبدالله بن جريس، عبدالله بن سعد بن محمود، محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، عبدالعزيز بن عتيق، عبدالعزيز بن ابراهيم، عساف الحواس، ناصر الراجحي وعبدالعزيز الوهيبي وغيرهم.
* المياه:
كانت البداية الأولى لتوفير مياه الشرب من الشبكة في عام 1377هـ عن طريق مشروع الأمير مساعد بن سعود «مشروع القرى» فقد مدت أنابيب وعملت صنابير أو حنفيات عامة للمياه ووزعت في نقاط على الحارات أو المجاورات السكنية لكن المشروع لم يستمر طويلا. قامت الدولة فيما بعد بتأمين مياه الشرب للأهالي بواسطة ناقلات الماء «الوايتات» ثم عمل مشروع حكومي في عام 1383هـ وزودت المساكن لأول مرة من خلال توصيلات بمياه من هذا المشروع إلا ان نوعية المياه كانت رديئة فلم تكن صالحة للأغراض المنزلية لذلك لم يستفد منها كثيراً واستمر الوضع على هذه الحالة حتى تم تنفيذ مشروع جديد لمياه الشرب وبناء خزان مياه كبير في عام 1407هـ ووصلت المساكن من خلال شبكة عامة.
* الكهرباء:
المحاولات الأولى لتوفير خدمة الكهرباء في ضرما كانت في عام 1376هـ بمجهود مجموعة من الأهالي ولكن المشروع لم يكتب له النجاح فتوقف بعد سنة من انشائه وكان استخدامها آنذاك لأغراض الانارة فقط وفي عام 1386هـ عمل مشروع أهلي آخر ثم تأسست في عام 1395هـ شركة مساهمة وكانت اعطال الخدمة في بداية انشائها كثيرة ومزعجة للمواطنين خاصة خلال فصل الصيف واستمرت هذه الشركة تعمل حتى تم دمجها في عام 1401هـ بالشركة السعودية الموحدة للكهرباء في المنطقة الوسطى.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved