Thursday 16th January,2003 11067العدد الخميس 13 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عطاء الفهد عطاء الفهد
فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز (*)

مما لا شك فيه أن خبر فوز مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- بجائزة المدينة المنورة لعام 1422هـ بجميع فروعها أثلج صدور الجميع لأن تقدير وتكريم قائدنا ووالدنا يعد وساماً على صدر كل مواطن ولا نبالغ إذا قلنا بأن مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ومتعه بالصحة والعافية ليس قائداً او حاكماً كباقي القادة والحكام لأن شرفه مستمد من تشرفه بهذه المكانة العالية الرفيعة التي أسبغها عليه رب العزة والجلال ومنحه إياها.
وهذا ما دفعه -حفظه الله- أن يتخلى عن شتى الألقاب والمسميات ويتحلى بلقب خادم الحرمين الشريفين ومن هنا تأتي وتكون مكانته السامية ومنزلته العالية -حفظه الله- كونه حاكماً لأغلى وأشرف وأطهر وأقدس بقاع العالم البلد الأمين التي أقسم الله بها واختارها لتكون مهبطاً للوحي ومبعثاً لأعظم وأحب الأنبياء والمرسلين الى الله عز وجل وصفوة الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
علاوة على أن مجلس إدارة الجائزة الموقر برئاسة صاحب السمو الملكي الوالد الحبيب الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة -حفظه الله- في هذا الاختيار الموفق قد أعلن عن شعوره النبيل وحبه الغامر وعرفانه وتقديره للوالد الإنسان والقائد المظفر الذي حمل لواء العلم والعمل والبناء في آن واحد، ومجلس إدارة الجائزة وهو يهدي جائزته لقائد مسيرة النهضة والبناء وليعلن للجميع انه يقدر مسيرة القائد ويسير على دربه وخطاه، ويقول له -حفظه الله- إنما نحن بك وان الثمار التي نجنيها هي من غرسك والزهور اليانعة التي نشم أريجها هي من نبتك وان من يزرع يحصد ومن يقدم الخير يجني الشهد المصفى، وإذا كان مجلس إدارة الجائزة برئاسة والدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود قد حالفه التوفيق والسداد في هذا الاختيار العظيم فإننا نقول: إن الشيء من معدنه ولا يستغرب والفضل لا يعرفه إلا ذووه.
* ، وإذا أردنا أن نتحدث عن مناقب ومآثر وإنجازات ملكنا - ملك القلوب- الفهد العظيم لتطلب ذلك عدة مجلدات لأن المليك المفدى امتن الله عليه بالكثير من الفضل والنعم التي لا تحصى فضلاً عن انه يسير هو وإخوانه على درب مؤسس هذا الكيان العظيم والدنا والد الجميع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله.
وإن الأعمال الشامخة الجليلة التي انجزها الفهد العظيم في شتى المجالات تفوق الوصف والحصر لأنه وهب حياته ونذر نفسه لأن يكون خادماً للإسلام والمسلمين على الدوام وان يقوم بخدمة الحرمين الشريفين خاصة ابتغاء محبة الله ورضوانه وقد قام بذلك خير قيام، ولا ينكر هذه الأعمال والمنجزات العظيمة إلا حاقد أو جاحد، ولا ينكر ضوء الشمس ونورها إلا من كان به رمد، ومنذ أن تولى زمام الحكم وهو يعمل -حفظه الله- على ترسيخ قواعد الشريعة السمحة وخدمة القضايا الإسلامية هنا وهناك والعمل على تحقيق الرخاء والرفاهية لشعبه الكريم وبذل المزيد من أجل تضميد جراحات المسلمين وحل القضايا والخلافات والمنازعات التي تطرأ على الساحة بروح الأخوة والإيمان، ومؤازرة المسلمين اينما كانوا ومساعدتهم بكل الوسائل والسبل. وأما في مجال خدمة الحرمين الشريفين فستظل التوسعة الكبرى المباركة العظيمة التي قام بها في المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة شاهدة له على حرصه الدائب على خدمة الحرمين الشريفين أملاً في محبة الله عز وجل ورضوانه كما حرص المليك المفدى على العمل بكل ما منحه الله من قوة وإيمان على خدمة كتابه الكريم بتنظيم المسابقات الدولية والمحلية لحفظ القرآن الكريم وتجويده، وما إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي قام بفضل الله تعالى بطبع مئات الملايين من النسخ وتوزيعها على العالم إلا شاهد ودليل على ذلك.
* كما ان الجميع يعلم ويقدر جهوده المباركة في مجال التعليم والثقافة للنهوض بالمستوى العلمي والتعليمي في بلادنا الحبيبة.
وفي منطقة المدينة المنورة التي يدين أهلها وزوارها بالفضل لله أولاً ثم لمقامه الرفيع على ما أولاه من عناية ورعاية فائقة لمشروع عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف والساحات المحيطة به ومواقف السيارات والمرافق اللازمة والخدمات المساندة التي تكلفت المبالغ الطائلة، وأيضاً هناك مشاريع الطرق والانفاق والمرحلة الثانية من تحلية مياه المدينة المنورة وغير ذلك من المشاريع والأعمال الجليلة التي تفوق الوصف والحصر التي تحتاج الى مجلدات كما سبق ان ذكرنا للتحدث عنها، وباختصار شديد فإن أعمال والدنا الحبيب المليك المفدى -حفظه الله- في داخل وخارج بلادنا الحبيبة وفي جميع أنحاء العالم تشهد له عبر صفحات التاريخ الخالدة التليدة بأنه الرجل الإنسان والحاكم العظيم الذي نشأ وترعرع على المبادىء النبيلة والسجايا الحميدة والنخوة العربية الأصيلة والإسلامية العريقة التي تدعو دائماً إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق. وما ذكرناه آنفاً ما هو إلا غيض من فيض عطاء الفهد العظيم حفظه الله الذي ينسب كل فضل على الدوام إلى رب العزة والجلال. حفظ الله لنا مليكنا العظيم وأرخى عليه المزيد والمزيد من الفضل والانعام وألبسه دائماً لباس الصحة والعافية والتقوى وموفور الصحة والسعادة على الدوام، وندعو الله أن يجعل ذلك في موازين حسنات مولاي خادم الحرمين الشريفين. وحفظ الله لنا بلادنا الغالية وحكومتنا الرشيدة وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، ونصر الله الإسلام والمسلمين وجنب البلاد والعباد الآثام والفتن والشرور والمكائد التي يدبرها أعداء الإسلام والمسلمين من شياطين الإنس والجن، وجعلنا جميعاً من السعداء في الدنيا والآخرة، وممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والحمدلله والصلاة والسلام على سيد المرسلين.

(*)مستشار سمو أمير منطقة مكة المكرمة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved