بين الحوار والمواجهة العسكرية

في المنطقة سعي حثيث لتغليب لغة الحوار على توجهات الحرب وهو سعي يكتسب تأييدا ملحوظا وتقوده الدول ذات التأثير في المنطقة.
وفي أروقة البيت الأبيض حديث ساخن عن الحرب لكن هناك محاولات لتبريد هذا التوجه، واخضاع كامل أمر الحرب لحسابات الداخل ومنها الانتخابات، ووفقا لأصحاب هذا الرأي فان الموعد المناسب للحرب قد يكون الخريف القادم لكي تكون نتائجها مفيدة للانتخابات.
غير ان الرئيس الأمريكي جورج بوش أعرب عن نفاد صبره، بل يقول ان الملل بدأ يدب في نفسه من عدم كشف بغداد عما تملك، وكانت بغداد أبدت استعداداً لاستقبال رجال المخابرات الأمريكية ليساعدوا المفتشين في مهمتهم وليختصروا العمل من خلال تقديم ما لديهم من أسلحة الدمار الشامل.
وفي بقية أنحاء العالم فان القناعة السائدة ان هناك عملاً يتواصل حالياً ويقوم به مفتشو الأمم المتحدة وان على الجميع الانتظار.
ويأخذ حتى أقرب أصدقاء الولايات المتحدة في الغرب بهذا الرأي فهم يرون ان لا شيء يبرر وضع جدول زمني اعتباطي للحرب مشيرين بذلك الى موعد السابع والعشرين من الشهر الجاري الذي سيقدم فيه مفتشو الأمم المتحدة تقريرهم.
وقد برزت الحاجة للهدوء في التجاوب الكبير مع دعوات المملكة والدول العربية وبضرورة اعطاء فرصة للحوار، فلا شيء يضير العالم، الذي يتفرج على الحشود المتعاظمة في المنطقة، أن يتابع ويبارك جهود اطلاق الحوار ويرعاها طالما انها تؤدي الى هدف خير وهدف تجنب الحرب.
ويزداد بصورة ملحوظة الانحياز الى التهدئة حتى بين الحلفاء الغربيين حيث أعلنت ألمانيا على لسان مستشارها شرويدر انها لن ترسل قوات للقتال الى جانب القوات الأمريكية.. بينما رددت بريطانيا مؤخرا أهمية دور الأمم المتحدة.
ولعل المطلوب السعي باتجاه توسيع الجبهة المؤيدة للحوار من خلال عمل يواكب سرعة الحشد العسكري، خصوصاً وان ارادة العمل ودوافعه موجودتان لدى المملكة وشقيقاتها في المنطقة لتجنب هذه الحرب وقد بدأ العمل بالفعل وعلى الدول الأخرى في المنطقة وخارجها أن تفصح عن مواقفها بما يتيح للحوار أن يكون الأعلى صوتا وأن يطغى على ضجيج الحرب.