Thursday 16th January,2003 11067العدد الخميس 13 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كتاب «تاريخ أشيقر ماضٍ مجيد وحاضر مشرق» كتاب «تاريخ أشيقر ماضٍ مجيد وحاضر مشرق»
عبدالعزيز عبدالرحمن محمد البابطين

إن مدينة أشيقر تستحق أن يطلق عليها مدينة العلم والعلماء في نجد ولم يأت هذا الاسم من فراغ بل إن الشواهد على ذلك واضحة وكثيرة من الناحية التاريخية والعلمية التي تثبت صحة ذلك ويصعب ذكرها بالتفصيل في هذه المقالة الموجزة. إن بداية ظهور العلماء في مدينة أشيقر حسبما ذكره مؤرخو نجد في القرن الثامن الهجري وربما قبل ذلك فقد أبرزوا الكثير من العلماء فيها بعد هذا القرن. وعلمنا ذلك من المخطوطات والوثائق التي كتبها بعض هؤلاء العلماء رحمهم الله.
وفي القرن العاشر الهجري برز في أشيقر أحد عشر عالماً كلهم فقهاء وقضاة كبار في علمهم.
وقد رحل بعضهم إلى الشام ومصر للتزود والتبحر في العلم على يد شيوخ المذهب الحنبلي.
وكان هؤلاء العلماء هم السبب في نشر المذهب الحنبلي وظهور النهضة العلمية الكبيرة في منطقة نجد.
لقد ازدهرت الحركة العلمية المبكرة في مدينة أشيقر ازدهاراً لم تشهده جميع مدن الجزيرة العربية ما عدا مكة والمدينة وصنعاء وقد وجد في بعض السنين في أشيقر ثمانون عالماً كلهم يصلحون للقضاء! ومن ذلك يتضح لنا أنها بحق مدينة العلم والعلماء في نجد.
أهداني أخي وصديقي الكريم «أبي محمد الشيخ عبدالرحمن بن منصور أبا حسين» جزاه الله خيراً كتاباً بعنوان «تاريخ أشيقر ماض مجيد وحاضر مشرق» وهو من تأليفه، وقد قرأت هذا الكتاب قراءة متأنية، وجدت فيه جهداً واضحاً حيث ظهر للقارئ الجهد الكبير الذي بذله المؤلف وهو مجهود شاق جداً في كيفية حصوله على المعلومات المتفرقة في مظانها واستخراجها من أكمامها.. ولا شك أن المؤلف أثابه الله قد واجه الصعوبات الكثيرة في جمع مادة هذا الكتاب القيم وترتيبها وإخراجها.. لقد جاء المؤلف بمعلومات جديدة لم يسبقه أحد إليها ممن كتب عن مدينة أشيقر. وقد وفق المؤلف في اختيار العنوان لكتابه ب«تاريخ أشيقر ماض مجيد وحاضر مشرق» لأن مادة الكتاب تتحدث عن أمجاد الماضي وحضارة الحاضر.
تميز هذا الكتاب بالأسلوب العلمي الهادئ المشوق للقارئ، وكذلك تميز بالحرص على توثيق الروايات، والأخبار، والأسماء، والمحفوظات والوثائق.. وطرزه بالصور الملونة الجميلة لآثار الماضي وحضارة الحاضر. وكان المؤلف أميناً في نقله للروايات التاريخية..
إن ما عرف في عصرنا الحاضر عن تاريخ مدينة العلم والعلماء أشيقر لا يشفي الغليل وخاصة للباحث وقارئ التاريخ لمعرفة تاريخ هذه البلدة من الناحية العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولا يعطي الصورة الحقيقية الكاملة لجميع هذه النواحي!!
ويكفي المؤلف فخراً أنه استطاع أن يسد بعض النقص في تاريخ ومكانة مدينته ومسقط رأسه أشيقر! إن تأليفه لهذا الكتاب يعتبر وفاء جميلاً جداً لمدينته الجميلة أشيقر مدينة العلم والعلماء في نجد التي كانت مركز إشعاع تموج بالعلم والعلماء ومقصد طلاب العلم من داخل العربية وخارجها!
وفي الختام أهنئ المؤلف الكريم على هذا الجهد الكبير والقيم وعلى ما قدم لنفسه ولأبناء وطنه.. حيث ان هذا الكتاب سيسد ثغرة كبيرة في تاريخ وطننا المجيد.
وفق الله الجميع لكل خير

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved