Sunday 19th January,2003 11070العدد الأحد 16 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ببغائية المشاعر ببغائية المشاعر
أفكر ..!!
تهاني بنت عبدالكريم المنقور

إلى كل حائر من الدنيا .. حين تاه في متاهات التفكير، وأخذ يفكر.. ويفكر.. حتى أرهقه الألم وأهدته الحياة باقة هموم سكنت به مشارب الانهيار !!
** يقول جويدة «الحزن صديق نبيل انه يختار دائماً تلك القلوب التي تعرف الرحمة، وتؤمن بالمشاعر إن الحزن لا يزور القلوب الجامدة، ولا يعرف المشاعر الخاوية، انه عادة يتجه نحو هؤلاء الذين أدركوا قيمة المشاعر، وإذا كان الفرح يدق أبواب الناس جميعاً فإن الحزن من يدق بابه، إن الناس الآن معظم الناس يبحثون عن لحظة سعادة طارئة مثل كل الأشياء الطارئة التي لا تأتي بلا موعد وربما لا تعود .. ولكن الإنسان حينما يشعر بالحزن لشيء ما .. فإن هذا يعني أنه ما زال إنساناً لأن القلوب التي ماتت لا تعرف الأحزان».
** أرأيت كيف للحزن والألم قمة المشاعر التي ترسم ملامح الشخص الرائعة النقية، وكيف لها أن تمتلك لغة الصدق وأبجديات الوفاء !!
أرأيت أن الحزن والألم رغم تفاوته إلا أنه يكسبك القوة لتكمل طريقك !! ويعطيك إحساساً جميلاً بعطاء ذاتك !!
فكر معي قليلا في لحظات حياتك ..
فلو كانت كلها لحظات فرح وسعادة .. كيف كان لك أن تعرف صدق الملامح من حولك !!
لو كانت كلها كذلك كيف ستتعرف على نقاء مشاعرك .. وقوة احتمالك لبناء حلم شامخ بطموح راسخ!!
كيف ستميز بين الإنسان الذي يسكنك.. وأشباه الإنسان الذي يريد أن يقتحمك ليشوه تلك العوالم بداخلك!!
لو كانت لحظات حياتك فرحاً وسعادة.. كيف ستدفئ قلبك بأنفاسك وتحميه من برودة الملامح المختبئة بين جنبات الضباب!! كيف ستعانق الصباح وتبتسم من أعماقك.. لتعطي بعدها الحرية المطلقة لتنهداتك !!
العديد .. العديد .. من الاستفهامات .. لا يمكن أن تجد لها في ذاكرتك أي إجابات ما لم تكن حياتك مزيجاً من فرح باسم.. وحزن مؤلم !! ما لم يكن بحياتك جرح قاس يعمل لك كما منبه هادئ كلما لفحته رائحة عطرك القديم أثار به مكامن الألم !!
الحزن .. ملامح مؤلمة لكنها جميلة، تعطينا الدفء.. الهدوء.. والتفكير بصمت !! لتصل لنهايات جميلة تفتح بها بدايات أجمل ..
فالطريق ملك لك .. ولا يزال أمامك مفتوحاً.. كل ما عليك أن تفكر به كيف تصل لما تريد .. بكل شرف .. وأمانة .. وحب .. وعطاء .. لأنها ستكون لحظات ندية بالسعادة !!
لكن ..
أعلم انه كلما أحسست بالألم .. فإن إحساسك ذلك لا يضعفك.. ولا يسحبك إلى الوراء إنما يزيد من قوتك الباطنية قوة !! ومن إصرار في التشبث بالحياة .. إصراراً أكبر !!
فالألم لا يقتلك .. بل يحيي الحياة بداخلك .. ويزيد ملامحها وضوحاً ونقاء .. ويزيل غمة الضباب المختبئ بها العديد من الملامح التي لا بد من أن نكتشفها مبكراً !!
** الألم يعطيك في لحظتها أن لا جديد تحت الشمس وأن نهاية العالم صارت بسبب يومك المؤلم ..
لكن أتعلم من أين يأتيك ذاك التفكير .. يأتيك من أشباه الإنسان بداخلك الذي يريد بك أن تكون على مشارف الانهيار الذي ينهي به كل ما هو جميل .. وقتها كل ما عليك به أن تجعل الميدان لإنسانك النقي مهمة التفكير .. حيث نفكر ... بدون رتوش .. ومن كل زاوية وتنظر إلى هناك ..
تلك النقطة البعيدة .. والتي تعطيك ملكية الطريق لتكمله أنت وتحقق ما رسمته لشخصك !!
** يا حائراً من الدنيا ..
قف أمام المرأة
فهي أصدق من عاشرك ..
ابتسم بثقة
لأنك هنا
لأنك موجود !!
ثم أدر ظهرك لتقاسيم
حزن مؤلم
وامش بطريقك
ولا تلتفت للوراء !!
** إن قرائي الأعزاء .. أشكر لكم جميل تواصلكم، ووفائكم مع ببغائية المشاعر وأعدكم بالرد قريباً.

للتواصل:
ص.ب 56951 الرياض 11564
Email:

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved