Saturday 25th January,2003 11076العدد السبت 23 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

29 10 1389ه 6 11970م العدد 276 29 10 1389ه 6 11970م العدد 276
حديث الأسبوع
بقلم: زيد محمد العباد
دور الفنون في حياة الانسان..

تقوم الفنون بعبء التعبير في حدود وسائلها عن أماني المجتمع وقيمه ومثله العليا وتطلعاته للمستقبل يدافع من الخيال المبدع.. كذلك تعمل الفنون على اذابة جمود الخيال لدى الانسان وتمكنه من التفكير لنفسه من خلال تفكيره في انسجام مصلحته مع مصالح المجتمع وتجعله يحاسب نفسه في ظل عدالة ضميره النقد الذاتي بعد ان يتحرر هذا الضمير وذاك العقل من الانقياد والخضوع لفكرة معينة ساندة قد بسطت نفوذها وتأثيرها في سلوك المجتمع ومفاهيمه حتى يعمل فيها تفكيره فان أمن بها عن قناعة وتجرد فسينقلب حتما هذا الانقياد والخضوع اللا ارادي الى اعتقاد راسخ وايمان بهذه الفكرة أو الاتجاه يجعل الانسان يتمثلها في سلوكه ويعمل على نشرها عن قناعة راسخة وايمان لايتزعزع وان لم يتوفر له ذلك تحت محك التفكير الجاد نبذها وبحث عن بديل أصلح.. وفي هذا تحرر للعقل من التعصب لخثارات من الآراء المترسبة القديمة التي كانت صالحة لزمن مضى وفقدت معناها في زمانه ثم هو اعادة نظر دائم في مفاهيم الحياة وقيم الانسان، واخضاع لها تحت امتحان متجدد. وان لم يصل الامر الى درجة من التشكك والحيرة في كل شيء لأن ذلك يؤدي إلى دوامة من الحيرة المبددة للجهود والى ضياع وجداني وعقلي يثيب الكيان الروحي ويفتته.
وهذه الفنون تكون جميلة ومؤثرة بقدر ما تبلغه من تجسيد لألوان الإنسانية وبقدر ماتثير في النفس من اشواق تعتمل في حنايا النفس ثم ما تلبث أن تتبلور عن أفكار يبعث فيها التنفيذ الايجابية كما تساعد على اذكاء جذوة الشوق الى المعرفة والتطلع الى حياة افضل..
وبما ان الفنون تتقمص الجمال فهي تنفذ الى ابعاد النفس حيث تنطلق أصداء الجمال عبر حواس الانسان الى اعماق نفسه فيشيع الفن تأثيره في حنايا النفس ويبدد ظلمتها. ويتوقف هذاالتأثير على درجة ترف الانسان الوجداني ورقته وقدرته على التمييز من جهة وعلى قوة الاصداء التي تتجاوب مع هذا التأثير في حنايا النفس من جهة أخرى. وهناك اثار للفن لاتقل اهمية عما سلف ذكره وهي ارهاف الحس وتهذيب الذوق العام لدى الامة مما يزيد في تذوقها واحساسها بمباهج الحياة واستكناه جوانبها الوضاءة الى جانب انها المرأة الصادقة التي تنعكس على صفحتها مشاعر وانفعالات وآلام وآمال الامة.
والحديث هنا عن الفن الذي يخدم المجتمع دون ان يفقد ذرة من قيمته الفنية العليا.
والفن من أقوى الموحيات والدوافع التي تدفع الانسان الى العمل لتجديد شباب الحياة الانسانية وهو من الوسائل التي تمثل الحضارة تمثيلا جوهريا لا يكتفي بالوصف كما يعمل التاريخ.
وما خلود الفن الاصيل الا مستمد من خلود الحقيقة الحياتية التي يصورها والقيم والمثل العليا الانسانية التي تكمن خلف المظاهر الفنية بصورة لا تعرف الرياء أو المجاملة، وليس على المتذوق الا اكتشافها.
أما الفن الذي لا يمت لهذه المعاني والقيم ولا للحياة بضعفها وحيويتها فهو عبث يذهب كالغناء في تلاطم أمواج الحياة فيضيع في ثبجها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved