Thursday 30th January,2003 11081العدد الخميس 27 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

علامة علامة
النظرة إلى التراث وكيفية التعامل معه؟!
نورة الغامدي

هنا تُطرح التساؤلات التالية نفسها بقوة أين يوجد التراث؟ وكيف يمكن أن نبحث عنه؟ ومن ثم كيف نتعامل معه؟
يمكن القول ابتداء : إن التراث موجود في عدة مستويات، فهو موجود مادياً بكل ما يؤثر على فن أو صناعة أبدع في مجال العمارة والقصور والمنازل والمساجد والقلاع والحصون والمقابر. بناء أو رسماً أو حفراً أو نقشاً، وكل ما كتب مخطوطاً أو مطبوعاً، وهذا يسمع بالقول : إن التراث لا يمكن اختزاله بكتاب أو إنجاز بحد ذاته يتم الدفاع عنه والتمسك به هو مجموعة الأعمال والمنجزات والتفاسير والمعاني التي يعطيها كل جيل بناء على متطلباته وحاجاته في مرحلة معينة وكل موقف تاريخي للجماعة التي صاغت أدوات حياتها بما يناسب هذه الحياة.. والتراث كي يصبح حياً لا بد من استكشافه بعيداً عن شعارات الإهمال والتجاوز التي طرحها البعض تأثراً بما اشاعه المستشرقون من روح عدائية واحتواء ومحاولات تدجين لذلك تتطلب حالة الاستكشاف واستباقها بمحاولة مصالحة بيننا وبين التراث، ثم فهم النصوص فهماً سليماً.. وإعادة صياغتها وتطويرها.
كما تتطلب عملية الاستشكاف والمصالحة التخلص من نظرة بعض الغيورين التي طالبت بنوع من الإلحاق للراهن بالقديم لأنه قديم محاولين إحداث تطابق بين المعاصر والقديم بغثه وسمينه، دون إعادة بناء وتصور سليم لكل مراحل إنتاج التراث الذي يعني النتاج الحضاري الناشئ بفعل الزمان والمكان.
ومن هنا يتم الإدراك بأن عملية استرداد التراث مشروطة بتحرره من أيدي من عبث فيه نهباً أو تحريفاً أو تشويهاً أو تحريقاً أو جهلاً.. وبالتالي تتم عملية إعادة ابتناء التراث انطلاقاً من المنجز الحضاري الحديث بما يجعل من ذلك التراث حدثاً وفعلاً ووجوداً.
وتجديد التراث لا يعتبر غاية في ذاته بل وسيلة للبحث عن روح الأمة وتطويره كوسيلة لتطوير الواقع ومساهمة في حل مشاكله، لأن الطاقة المرجوة من إحياء التراث لا يمكن تعويضها من مصادر فكرية أخرى غير مصدر التراث الذي يعطيها معناها الحقيقي، ولهذا قيل : إن عملية الإحياء والتجديد من مقاييس تقييم شخصية الأمة وبلوغها سن الرشد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved