Thursday 30th January,2003 11081العدد الخميس 27 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أمير الجود أمير الجود
إبراهيم الإبراهيم/ رئيس تحرير صحيفة «الأولى» الكويتية

في وقت سابق من هذا العام التقطت العدسات واحدة من الصور الناطقة للسفير السعودي في واشنطن الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز. كانت الصورة أثناء زيارة عائلية قام بها الأمير بندر للرئيس جورج بوش الابن في مزرعته، وظهر خلالها الأمير متخذاً نصف جلسة على مسند الأريكة بينما كان الرئيس الأمريكي يستمع إليه بإنصات.
ولعل الصورة - على ما فيها من لقطة آسرة لرجال الإعلام بالذات - كانت تشي بمضامين أكبر كثيراً من لهفة المصورين للقطات الناطقة وربما النادرة، وأبرز هذه المضامين ان العلاقة الحميمية التي أظهرتها الصورة بين الأمير بندر والرئيس الأمريكي ربما كانت الأقوى من نوعها التي تربط سفيراً عربياً مسلماً بإدارة أمريكية عى الاطلاق، وهذا باعتراف المسؤولين الأمريكيين أنفسهم الذين طالما أشادوا إلى حد التغني بحرفية الأمير بندر ومهنيته فصار لديهم أميراً للدبلوماسية أكثر منه أميراً من العائلة المالكة في الشقيقة السعودية، اضافة إلى ما كرسته هذه القناعة من حقيقة ان الأمير بندر من أنجح السفراء العرب الذين عملوا في حاضرة الولايات المتحدة الأمريكية.
وإذا أردنا أن ننحي جانباً شهادة المسؤولين الأمريكيين في السفير السعودي، وكيف أنهم سعداء بالأواصر القوية التي ربطته برجال القرار ومفاتيح السياسة فإن لنا في دوره إبان أزمة الغزو العراقي تجربة ثرية لرجل أعطى كثيراً وتكلم قليلاً، وكان يفعل ولا يتحدث ويحاور ولا يدّعي، وكان محامياً قوياً في المنتديات وأسداً هصوراً في الساحات، وكان في مواجهته للغزو وخطاياه لساناً خليجياً مبيناً، خرج من عباءة الوظيفة الدبلوماسية وارتدى معطف الحس الوطني الصادق.
وما كان لسفير عربي خليجي مسلم بهذه المواصفات القوية والمزايا المنفردة أن يبقى في تلك الساحة الوهاجة دون أن تناله الرماية الصهيونية بحجر هنا أو طوبة هناك، فتلك هي ضريبة العمالقة والناجحين وذوي الهمم العالية، وخيراً فعل الأمير بندر وهو يصد المكر بطيب أخلاقه فيكرس بذلك درساً من دروس السماحة.
وعلى رغم أن الكثيرين يحترمون رغبة الأمير بندر في كمتان أعمال الخير التي تتسم بالسخاء أكثر من الكرم، إلا إن ذلك ليس غريباً على حفيد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي وحّد «الجزيرة» بحكمته وقراراته وبسخائه فوصل البعيد قبل القريب والمتعففين أكثر من السائلين. هذا هو بندر بن سلطان الذي وصل كرمه في زيادته لبيوت الله، فقد ساهم بجهده وماله في تنفيذ سياسة خادم الحرمين الشريفين في رفع صوت الإسلام في أركان المعمورة، ففتح المدارس لتعليم المحتاجين ليس في الأمريكتين فحسب، بل وفي افريقيا، وتعدى كرمه بأن شيد أكبر صرح ثقافي في شمال افريقيا «مكتبة أصيلة» بكلفة فاقت الثمانين مليون درهم «حوالي 8 ملايين دولار» ونستسمح سمو الأمير في ايراد هذه الحقيقة لتصبح ينبوعاً يروي ظمأ المفكرين والأدباء وأهل الفن والعلم، ولا سيما أن إعدادها وتجهيزاتها انطوت على آخر التقنيات التكنولوجية في مجال الاتصالات. والواقع أن أصيلة عاصمة الثقافة الحقيقية ليس في المغرب فقط، ولكن في البلاد العربية قاطبة، ورغم صغر هذه البلدة إلا أنه بجهود الخيرين من أهلها وغيرهم وعلى رأسهم الأمير بندر، أصبحت أصيلة منارة تشع على المفكرين والأدباء والعلماء بأنوار العلم والثقافة. لقد كان الأمير بندر سخياً يؤثر الناس على نفسه ووقت عائلته، وإذا كانت الكويت أكرمته بوسام، فإننا ندعو أن يكرمه الله بقبول حسناته، وأن يستمر الدعاء له ليوم الدين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved