Thursday 30th January,2003 11081العدد الخميس 27 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرأي الاخر الرأي الاخر
حينما ينبس الصمت ليلاً ببنت شفة

عندما نتضرم وننوح ونشتكي من وعثاء الزمن ونواكب الدهر، نقف ونترجل حيارى مكبلين بسلطنة هول الصدمة.. حينها يتبدى لنا ذلك الجواد الأبيض الذي نراهن عليه غير عابئين بخفوته وسكونه. إنه الصمت وطلاسمه المظلمة.. فهل عرفنا الوشائج والتناغم بين مخالب الصمت وبين الأوراق الجمالية المظلمة؟؟!


ما سلم من سواد القلب غير الرسول
والسوالف تعدّن يالحبيب وسرن
وش تبينا نسوّي؟ وش تبينا نقول؟
والله إن السكوت أحيان ماله تمن
مالك إلا التمني يا ثقيل الحمول
لا تضايقت.. عود للخيال وتمن

هلال المطيري بينه وبين الصمت عشق أزلي أبدي كعشق الصحاري القاحلة لرشات المطر وكعشق جوقة ومجموعة النجوم للقمر، تستهويه مهارة المغامرة بلغةٍ ممتعة بينه وبين القول «الكلام المجاني» هوةٌ وجدار لا يريد أن ينقض فهو يعايش معمعةً يترنح من خلالها بين الفعل وبين الصمت أما كثرة الكلام فلا يتاجر به إطلاقاً.. وإذا ما اوغلنا في أدغال وخبايا الابيات الماضية فإنه لابد أن تستوقفنا العديد من الملامح البلاغية أبرزها في نظري علو كعب البعد الديني «غير الرسول» وهذا مؤشر فني فكري يحسب للشاعر.. أيضاً الأخيلة كان حضورها ملموساً «عود للخيال» والابيات نلحظ تشبثها بنسقٍ حركيٍ فاعل من خلال استشراء الفعل في ثناياها «سلم، نسوّي، نقول، تضايقت»


ما بعدها لنحول اللي تشوفه نحول!
لو تعيد المكان!.. ولو تعيد الزمن
غاب وجه القناعة عند وجه الفضول
هن عطن اليدين اليوم.. والاخذن؟

هنا يقرر الشاعر حقيقة صارت مثلاً هي «أن الخبر ليس كالمعاينة» وذلك في قوله ما بعده النحول اللي تشوفه نحول».. جغرافية الزمن والمكان اشبعها صاحبنا من خلال «تعيد المكان، تعيد الزمن» اجمالاً أبيات رائعة يؤخذ على صاحبنا انه يمتهن الشح والندرة والقلة في اصدار قصائده لنا فنحن شائقون لجديد هلال».
عبدالله بن سليمان الربيعان - القصيم

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved