Friday 31th January,2003 11082العدد الجمعة 28 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اطرد الهم.. واشرح صدرك وابتسم اطرد الهم.. واشرح صدرك وابتسم
ظاهر بن علي الظاهر(*)

لماذا أنا مهموم..؟
لماذا أنا قلق..؟
هل سألت نفسك يوماً هذا السؤال؟
حينما تكون مشغول البال مهموما وتفكر في شيء ما.. قد تكون تعلمه وقد تكون لا تعلمه.. ولكنه يظهر عليك القلق وانشغال الفكر ويظهر اثر الهم.. والتعاسة.. ويظهر العبوس على وجهك..
الا تبحث عما يجعلك سعيداً مبتسماً..؟
* قال تعالى:{مّنً عّمٌلّ صّالٌحْا مٌَن ذّكّرُ أّوً أٍنثّى" وّهٍوّ مٍؤًمٌنِ فّلّنٍحًيٌيّنَّهٍ حّيّاةْ طّيٌَبّةْ وّلّنّجًزٌيّنَّهٍمً أّجًرّهٍم بٌأّحًسّنٌ مّا كّانٍوا يّعًمّلٍونّ (97)} *النحل: 97*. يقول سيد قطب رحمه الله في مقدمة الظلال:
( عشت في ظلال القرآن هادئ النفس، مطمئن السريرة، قرير الضمير..)
عش يومك وانس أمسك وخطط لغدك، وما فات قل قدر الله وما شاء فعل، والحمد لله، والمستقبل في علم الله وأدعو الله أن يرزقك خيري الدنيا والآخرة، ولا تقل كتبت عليَّ التعاسة فإن من يفكر في الشقاء يعيش شقياً ومن يفكر في السعادة يعش سعيداً.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن، ابحث عن مصادر القلق وستبدلها بمصادر السعادة، لا تتردد في ما يذهب قلقك، بل أجزم واستعن بالله وتوكل عليه اترك لغة المسوفين المتخاذلين.. سأفعل.. سأنسى.. غداً كذا.. قريباً..؟ بل ابدأ ولا تؤخر ولو إلى ثوان كن حازماً قوياً وتخلص من الأسباب، ارض بما قدر الله لك ولا تعترض أو تمتعض أو تقنط، افرح فإنما هو امتحان لك أتصبر أم تكفر.
اجلس مع نفسك جلسة صفاء وهدوء وابعد عنك الاضطراب قدر الامكان واسألها لماذا أنا قلق لماذا أنا مهموم.. أعتقد أنك لن تجد اجابة مقنعة ولن تجد لأن هواجس النفس تتغلغل في الفكر فتؤثر عليه فينطبع ذلك على جميع أجزاء الجسم، حتى لو كنت مريضاً لأن المريض الذي يؤمن بالله تعالى سيتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم «أعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك..» الحديث ويتذكر قوله صلى الله عليه وسلم «عجباً لأمر المؤمن ان أمره كله خير فإن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً له». يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل لو إني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان». يقول العلماء ان في الوجه ثمانين عضلة كل عضلة متعلقة بجزء من المخ. هذه العضلات تحدد شخصيتك فإما أن تكون انساناً قلقاً تعيساً تظهر عليك آثار التعاسة والقلق وتنقلها إلى مخك فتكون واقعاً تعيشه في ظاهرك وباطنك.. أو تكون انساناً سعيداً تظهر عليك آثار السعادة فتنقلها هذه العضلات إلى مخك فتعيشها واقعاً في ظاهرك وباطنك.
لماذا القلق، والهم والغم.؟
* .كرمك الله تعالى.. فلا تذل نفسك وتحتقرها.
* كل شيء له نهاية، العمر له نهاية، والحياة كذلك، والتعاسة لها نهاية فاجعلها الآن، ان في اليوم الواحد 1440 دقيقة كلها بين يديك وتنتهي بسرعة كم منها عشت سعيداً، كل دقيقة منها تنتهي لا تعود مرة أخرى فاغتنمها. إذا أصبحت فلا تنتظر المساء.. ان كنت تهتم بالمال فقد ضمن الله لك العيش ولأبنائك فالله هو الذي خلقك وخلقهم ويتكفل برزقهم.. وليست السعادة في المال..
* فلم القلق.؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من بات آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها».. إذاً لم القلق..
يقول الشاعر «الحطيئة»:


ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد
قال «أحمد شوقي»:
فإن السعادة غير الظهور
ولكن التقى غير الترف
ولكنها في نواحي الضمير
إذا هو باللوم لم يكتشف
ورومو النبوغ فمن ناله
تلقى من الحظ أسنى الشرف

إن أردت السعادة عشت سعيداً ، وان أردت الشقاء عشت شقياً، والفاصل بينهما حديث نفسك حدث نفسك عن السعادة وابحث عنها أينما كانت وهي قريبة منك بل هي في صميمك ولكن أفكارك التعيسة سيطرت عليها، فكن مع السعادة تتغلب على التعاسة.. تخيل نفسك مع مجموعة من الناس في مكان ما جلوس الحديث في هذا المجلس يكاد يكون رسمياً، ثم يدخل عليكم أحد المعروفين بالمزاح والسعادة والبشاشة، كم من تلك الوجوه ستنفرج وتسعد به فيكون كالنور في الظلماء ازاح الظلام، لم لا تكون كذلك الانسان بشوشاً سعيداً محباً للناس تنير على قلبك وقلوب الناس، تجاملهم وتضحك معهم وتبادلهم ما تتمنى أن يعطوك من الشعور «وخالق الناس بخلق حسن» كن طلق اليد سريع المد عند السلام تنثر الفرحة والسرور على غيرك.. إذا نثرت في المجالس شعوراً حسناً وبشاشة وطلاقة رجعت عليك من الناس عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.. تخلق بخلق الرسول صلى الله عليه وسلم..
عود نفسك على السعادة ولو أن تتصنع ذلك حتى تكتسبه ويكون من صفاتك.. ابدأ حياتك من الآن، لا تتأخر ولا تتردد اقرأ القرآن الكريم اقرأ السنة النبوية الشريفة.. اقرأ سير السلف وكيف كانت هذه الدنيا بالنسبة لهم..
عش هذه اللحظة وكأنها آخر لحظة في حياتك..
وتذكر أنك لن تعيش عمراً آخر..
وأنك مؤمن.. وأنك قوي.. وأنك يجب أن تكون سعيداً.. وأنك أنت فقط الذي تسعد نفسك..
لاتشرب إلا من منهل السعادة وانس الشقاء والتعاسة فوراً..
ولا تنهي عمرك بالتفكير في توافه الأمور.. فالدنيا للعبور فقط..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved