التزام قوي بالوسطية والسلام

تندرج ضمن مسؤوليات المملكة تجاه الأشقاء العرب والمسلمين قائمة طويلة من الأعمال التي تستوجب وجودا دوليا مرموقاً وحضوراً فاعلاً تحقق لهذه البلاد عبر عقود من العمل الدؤوب.. فالأداء الرفيع للمملكة في التنمية والبناء لفت أنظار العالم اليها وأطلق تعاوناً مثمراً مع مختلف الأقطار..
كما استطاعت المملكة من خلال السياسات المتوازنة والإسهام الفاعل في مختلف الشؤون الدولية والانسانية بما في ذلك اسهامها في التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية ان تكتسب حضوراً متميزا تعزز أكثر بوقوفها الى جانب القضايا العادلة مثل دفاعها عن الحق الفلسطيني ودعم النضال الفلسطيني والاهتمام بالأقليات المسلمة ومساعدتها.
وقد أكد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد في كلمتهما الى ضيوف الرحمن على هذه المواقف القوية في دعم حقوق المسلمين والعرب مؤكدين على ضرورة التمسك بالمعاني السامية لديننا الحنيف في الوسطية والتعاون والتعاضد ونبذ مظاهر الغلو.
فالتزام المملكة بهذه المعاني والمبادىء رسخ طوال سنوات عديدة سياسة متوازنة حظيت بتقدير الأشقاء العرب والمسلمين فضلا عما اكتسبته من احترام دول العالم.
وبهذه الصورة المتميزة في الأداء السياسي المبنية على قواعد الدين ومبادئه والمستلهمة من تعاليم سماوية لا يأتيها الباطل تقبل المملكة على مسؤولياتها تجاه الأشقاء بكل تجرد مستهدفة تقوية اللحمة وتعزيز الروابط من خلال دعوتها المستمرة الى تحقيق الاستقرار وأداء الحقوق ودرء الشرور وإزالة الظلم وإسعاد الناس والتذكير بأن الاسلام دين وسطية وسماحة يحث على التعايش مع الآخرين وينبذ الحقد والخراب في الأرض.
وضمن هذه المسؤوليات التي تضطلع بها المملكة ان خطابها للآخرين ينبه أيضا الى نبذ الارهاب باعتباره بغياً وعدواناً على الآخرين، وفي ذات الوقت فإن المملكة تحرص على التذكير بضرورة التفريق بين ا لمقاومة المشروعة لتحرير الأرض وبين الارهاب الذي هو إفساد في الأرض.
وفي هذا المقام فإن جهداً متواصلاً يتم بين الاخوة المسلمين لتذكيرهم بضرورة التمسك بالثوابت والوسطية التي يدعو لها هذا الدين والبعد عن الغلو والتطرف لأن المسلمين كانوا طوال تاريخهم رسل رحمة ودعاة سلام..
وهذا حال المملكة دائما داعية للسلام في كل أنحاء العالم ومن الطبيعي أن تتركز دعوتها الآن للسلام على العراق من أجل تجنيب هذا البلد الشقيق ويلات الحرب، وهي في هذا الصدد تبذل جهوداً لا تفتر لإدراكها للعواقب الوخيمة لمثل هذه الحرب ليس على العراق وحده وإنما على المنطقة كلها..