|
|
الرياض فاضية وأكبر دليل سوق الغنم، فالمتسوقون ثاني يوم العيد لا يتجاوز عددهم عدد المتسوقين في الأيام العادية. عجزت عن تفسير الظاهرة ربما لأن معظم سكان الرياض خارج الرياض كما هو باين من الشوارع الخالية. من لحظة شراء الخروف وحتى الانتهاء من ذبحه وسلخه وتقطيعه لم أستغرق أكثر من ساعة. ولولا وجود جندي مرور مشكلجي تخصص في تعطيل الناس لما تعدت المدة نصف ساعة. وضع الجندي حواجز على كل الفتحات وأصبح الانتقال من حظائر الغنم بالسيارة إلى المسلخ تحتاج إلى عبقرية وذكاء لا تتوفر دائماً عند كل الناس. من الصعب تلخيص عبقرية هذا الجندي وامكانياته التنظيمية. عندما عدت إلى البيت وقعدت أشوي وأدربي في ها الحميس تداعت الأفكار كما لا يخفى عليكم. وجدت أن إدارة المرور أفضل نموذج للتعرف من خلالها ميدانيا على الأعمال الإدارية التي تربى عليها بعض المديرين في المملكة. يمكن تلخيصها في القول المأثور «باب يجيك منه ريح سده واستريح». لاحظ أن كلمة «استريح» تعني صاحب القرار ولا تعني الناس الموجهة إليهم الخدمة. مثلاً لمنع التفحيط في حي من الأحياء يقوم المرور بتكثيف المطبات الصناعية وسد كل المنافذ. طبعا المرور لا يهمه أن تصل إلى بيتك الذي لا يبعد أكثر من مائة متر بعد نصف ساعة أو حتى بعد ساعة. سألت جندي سوق الغنم: ليش مسكر الفتحات كلها على الأقل اسمح بفتحة واحدة فقال: روح روح الله يهديك فقلت أتمنى أن أروح بس و ين أروح ومعي الخروف لازم آخذه إلى المسلخ. لم يكن مهتماً أن أصل أو لا أصل المهم بالنسبة له «باب يجيك منه ريح سده واستريح». لا يمكن أن تتخيلوا المشكلة: لتبسيطها عليكم : اضطررت أن أنتقل من موقع حظائر الغنم إلى المسلخ الذي يقع أمامها على مسافة خمسة عشر مترا عبر الإشارة الواقعة تحت الكبري عند حراج ابن قاسم. يعني مشيت حوالي سبعة كيلو. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |