|
|
بين فينة وأخرى تعابثني صديقة عزيزة عن طريق البريد الإلكتروني بإرسال بعض الأفكار الطَّريفة، أو المواقف العجيبة، أو الخواطر الجميلة.. كلَّما مرَّت بشيء منها حيث «تدسُّ» أنفها، فهي لا تترك موقعاً دون أن تتطفَّل عليه، ولا ساحة دون أن تلمَّ بما يدور فيها، وتعهدني لا أتعامل مع هذه الوسيلة إلاَّ في حدود قراءة الصُّحف، والحصول على المعلومة في مجال اهتمامي، ومراسلة ضيِّقة الحدود مع أقرب الصَّديقات.. وهي تفيدني كثيراً كلَّما أحالت إليَّ ما ترغب في إطلاعي عليه بلغة أخرى فككنا حرفها، وأتقنَّا فهمها، وغدت لنا في هذا الوقت على وجه التَّخصيص وسيلة لقراءة ما يدور في «أذهان» تترصدنا على كافَّة الثُّغور...، فصديقتي من حيث تفرض علي بعبثها قراءة ما يروق لها، هي تشاكس لغتنا العربية التي نرفع رايتها ولا نتعامل بغيرها مهما قالوا لنا: إنَّ من الحضارة أن تتعامل بلغة الحضارة، فبئست حضارة انتهت إلى تحطيم حضارتها بما آل إليه موقفها السِّياسي على مستوى التفرُّد بعنجهية الحكم على الآخر، وفي التَّسلُّط على حريته... |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |