الزمان لم يتغير ولكن!!

تحية طيبة مباركة وبعد:
قرأت في يوم الاثنين الموافق 30/12/1423هـ في صفحة عزيزتي الجزيرة ما جاد به الاستاذ سليمان العقيلي، فقط تطرق لقضية في غاية الحساسية، وقد اجاد في وصف هذه القضية وصياغتها حيث حكى الواقع المرير من بعض اولياء امور الطلاب، وهو ادرى بذلك فهو احد رجالات التعليم وكما قيل وعند جهينة الخبر اليقين»، ولا زيادة على ما ذكر الاستاذ الا انني احببت ان اعقب تعقيباً بسيطاً حول هذا الموضوع، فقضية مجيء ولي امر الطالب الى المدرسة اظنها معدومة في هذه الفترة الا من رحم الله، الا انني سبرت هذه القضية فوجدت هذا الولي لن يأتي الا في حالة واحدة لا غير، فيا ترى ماهي تلك الحالة ومتى يكون ذلك؟ يكون ذلك حينما يقع الابن في خطأ ما يستوجب ويستلزم العقوبة من ادارة المدرسة هنا فارتقب الاب الغيور سيأتيك من الغد وقد تجشم كل الصعاب التي كانت تعوقه عن زيارة المدرسة من قبل، وقد الغى جميع ما لديه في ذلك اليوم من الالتزامات والاعمال، وقد «تأبط شراً» ليمطر تلك الادارة بوابل من الالفاظ والتهديدات!! فلماذا كل هذه الخشونة والرعونة، اين انت اخي الاب المبارك قبل ذلك، الم تكن موجوداً وقادراً على المجيء الا يهمك مستقبل ابنك ومصيره، فلينتبه لهذه القضية، بل حتى انني اذكر ان احد الاشخاص يقول دخلت المرحلة المتوسطة وخرجت منها دون ان تطأ اقدام والدي المدرسة.. لمدة ثلاث سنوات لم يأتي الاب الى المدرسة، لكن يبدو ان الطالب متميزاً ومواظبا والا لكان حظر منذ زمن.
الامر الآخر الذي احببت ان اوضحه وابينه للاستاذ الفاضل ولعموم القراء هو ما ذكره في اثناء مقاله حيث قال «ولندرك جميعا مسألة تغير الزمن فللزمن دور كبير..» الخ يبدو ان الاخ سليمان لا يقصد الزمن بذاته بل يقصد تغير الانفس والطباع، ولعله يقصد كذلك تغير وضعف الايمان في قلوب الكثير، حيث ان الزمان هو الزمان لم يتغير ولن يتغير الى ان يرث الله الارض ومن عليها، فالنفوس هي التي تغيرت فأصبحت الحال اليوم كما ذكر الاستاذ في اثناء كتابته: