Sunday 9th march,2003 11119العدد الأحد 6 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حقيقة مرة... غافلون عنها!! حقيقة مرة... غافلون عنها!!

كثيرة هي الفواجع.. والأحداث المؤلمة التي تعصف بالمرء في حياته وتبدد أحلامه السعيدة.. وتقطع حبل آماله البعيدة.. إما بوفاة عزيز أو بفقد حبيب.. أو بفوات مأمول.. وهذه سنة الله في الحياة.. ونحن لا نقول إلا ما يرضي ربنا.. ونؤمن بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا.. وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا.. وهذه حقيقة لا مناص منها ولا مفر..
فالموت حقيقة لا مناص منها ولا محيد عنها.. إما اليوم وإما غداً، ولكن السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه.. وكل هؤلاء الذين فارقوا دنيانا.. وأفلت شمسهم عنا وغابت.. كانوا يؤملون مثلما نؤمل.. ويرسمون لحياتهم خططا وبرامج مثلما نرسم.. ويمهدون لمستقبلهم مثلما نمهد.. ولكن خطفتهم يد المنون وهم سادرون غافلون:


جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا
وبنوا مساكنهم وما سكنوا
فكأنهم كانوا بها ظعنا
لما استراحوا بها ساعة ظعنوا

وحينما نتأمل مثل هذه الحوادث المفجعة يجب ألا نجعلها تمر علينا دون وقفات تأمل واعتبار.. ومن هذه الوقفات:
ونسأل الله حسن الخاتمة ففيه النجاة يوم القيامة.
- لماذا لا نتخيل أننا نحن المبتلون بمثل هذه المصائب.. لكي نزداد من الطاعات والأعمال الصالحات ونحاسب أنفسنا ما دمنا في وقت الإمهال والعمل.. ومن مقولات علي رضي الله عنه: (ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل).. فلنحاسب أنفسنا قبل فوات الأوان.. فما الموت إلا حادث فجأة.. أو نوبة قلبية فجأة.. أو مرض بغتة.
- ألا نتعلق بالدنيا تعلق المخلد فيها.. وما أجمل المنهج النبوي في الموازنة بين الدنيا والآخرة فقد جاء في الأثر: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) فلا إفراط ولا تفريط.. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من حصر الهموم في الدنيا فقط بقوله صلى الله عليه وسلم: (من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرّق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له).
وأخيراً .. نسأل الله أن يرحم موتانا وموتى المسلمين.. وأن يجازيهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا.. وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبدالعزيز بن عبدالله السعدون/بريدة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved