Sunday 9th march,2003 11119العدد الأحد 6 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هل طموحكم الكتابة على الجدران؟! هل طموحكم الكتابة على الجدران؟!

اطلعت كما اطلع غيري على اللوحة الكاريكاتيرية في يوم الخميس الموافق 3/1/1424هـ التي رسمتها أنامل المبدع «هاجد» لقد كانت تلكم اللوحة تعبيرا عن واقع كثير من جيل الأمة الشباب الذي - والله المستعان - أصبح طموحهم ومناهم وأسمى أمانيهم هي الكتابة على الجدران.. إنني أتفق مع الرسام القدير في أن الكتابة على الجدران ظاهرة ليست مقبولة ومشكلة مرفوضة.. تزعمها ثلة من الشباب الذين أحسوا بالنقص فعلقت في آذانهم بأن الكتابة على جدران الآخرين لوحة بديعة من لوحات الرقي والتقدم!! وخطوة واثقة نحو الشهرة والابداع والعالمية؟!
وما دروا بأنهم قد دخلوا في موسوعة «جينس» لمجانين العالم الذين اتخذوا من الجدران دفاتر مجانية لهم غير آبهين بما يتكبده الآخرون من الخسارة.. إنني أتفق مع هاجد في هذه النظرة، وفي تلكم الالتفاتة..
فليس من تكريم بني آدم البتة أن يجعل بمثل هذه الصورة.. ومع الأسف الشديد.. ان النظرة لبني البشر عند كثير من الناس ترسم بمثل هذه التعبيرات فلطالما سمعنا كثيراً من الألفاظ المقززة التي تنافي الآداب،
وقبل ذلك تتعارض مع ديننا الحنيف ألم نسمع لأب ينهر ابنه يقول «فلان يا...» ألم نسمع لشخص ينادي زميله «تعال يا...» حتى أصبحت هذه الكلمات عالقة على ألسنتنا... لا نكترث في أن نخرجها وندوي بها حتى أصبحت روتينا يوميا تحشى به الاسماع.. فنكتت في جدار الزمن مثلا سائرا وحكمة خالدة؟!
وأخشى أن تتعاقب الاجيال تلو الأجيال ليروا في معجم أمثالنا أن «فلانا حمار» مثل يطلق للدناءة والخسة وهذا ما نخشاه.. ولقد اعتاد أبناؤنا وفلذات أكبادنا أن يقولوا مثل هذه الألفاظ..
فما أن يخرجها حتى يصفق له الأب وتزغرد له الأم معتبرين أن هذا معلم للدهاء وان ابنهم حلّق في سماء الإبداع فتكون الضريبة بعد ذلك مدوية عليهم.. حينما يطلق الابن هذه اللفظة على ضيف من ضيوف والده فحينها ماذا سيفعل والده؟!..
انها دعوة جادة لنقوم ألسنتنا من الخطل ونصونها عن سفاسف الأمور وحوشي الكلام.. والله من وراء القصد..

سليمان بن فهد المطلق/بريدة/ص ب 5802

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved