Monday 10th march,2003 11120العدد الأثنين 7 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرئة الثالثة الرئة الثالثة
هل يمكن «تفكيك» قنبلة الإرهاب؟!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

فاجأتنا فضائية «الجزيرة» القطرية خلال إجازة عيد الأضحى المبارك من العام الماضي ببث شريط صوتي نسبته الى من سمته «زعيم القاعدة» حمل فيه حملة ضارية وظالمة على بعض رموز الشرعية السياسية في الوطن العربي، ولم يستثن منهم حياً ولا ميتاً، كما حرض أتباع «مدرسته» الارهابية على ممارسة العنف بكل أشكاله، ضد أهداف معينة!
***
وقد خيل إلي وأنا استمع إلى تلك «الخطبة الفضائية» المدججة بالفتنة والويل والوعيد أن صاحبها قد «أجزل العطاء» لأعداء الإسلام، وذلك بتكريس الربط الرخيص بين هذا الدين الحنيف، ورذيلة «الارهاب» البغيض الذي لا يفرق بين خير أو شر، ولا بين حلال أو حرام، مثله في ذلك مثل جاهل غبي أعمى وأصم لا يفقه شيئاً، ولا يرى شيئاً ، ولا يسمع شيئاً!
***
* أعود إلى دعوة الارهاب التي «روجت» لها خطبة «الزعيم المزعوم» لما يسمى ب«القاعدة» فأقول:
* أولاً: إن الارهاب في أي زمان أو مكان.. معادلة مرفوضة.. دينا وعرفاً ونظاماً! وهو سلوك جبان.. لا يأتيه إلا من في قلبه مرض، ولا يسوغه إلا من في عقله سقم، ولا يتسامح معه.. إلا من في طبعه خلل!
***
* ثانياً: إن الارهاب مرفوض.. حيثما حل.. في دغل كان أوفوق ناطحة سحاب، وهو مرفوض.. حين يقتل ويجرح ويرمل وييتم أبرياء.. لا ناقة لهم في شأنه ولا شاة!
***
* ثالثاً: ان الارهاب عمل غوغائي، لا يفرق بين صاحب قضية وعابر سبيل، فيخلط الأوراق، ويحرقها بنار الهمجية.. وعشوائية البطش، ثم يؤول هو ومن يقف وراءه بلا قضية ولا رسالة ولا هدف!
***
* رابعاً: ان ما حدث في نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر قبل نحو عامين.. وما سبق ذلك في الرياض والخبر ودار السلام ونيروبي وعدن قبل سنين.. وما يمكن أن يتلو ذلك في أي زمان أو مكان وقائع مؤسفة، تدين الارهاب وترفضه.. فعلاً وفاعلاً!
***
* خامساً: إن المتأمل ل«سيناريو» معظم كل تلك الأحداث الموجعة بات يسلِّم بأن سياسة بعض رموز المعسكر الغربي ازاء اجزاء من عالمنا الثالث هي «المحرض» الأول لخطاب الارهاب، الذي نسمع ونشهد آثاره بين الحين والآخر، يتخذ منه أهل الفتن من السفهاء «ذرائع» لإضرام الحرائق في هذه القارة أو تلك، فتحصد الأرواح البريئة قتلاً وتشويهاً وتشريداً، ثم تنبري بعد ذلك أبواق الاعلام الغربي توزع التهم بسخاء على العرب والمسلمين، وتحمّلهم تبعات ما حدث في هذا الركن أوذاك من العالم!
***
نعم هناك أفراد مسلمون.. ومثلهم عرب.. وغير عرب.. ارتكبوا وسيرتكبون إثم الارهاب في أكثر من زمان ومكان، وهم بذلك يمنحون أبواق الاعلام في الغرب والشرق «ترخيصاً» لاشعال التمييز والكره ضد كل ما هو عربي أو مسلم، لكن «تعميم» وزر الارهاب على «كل» العرب، و«كل» المسلمين أمر آخر أشد ظلماً وأذى من الارهاب نفسه!
***
سادساً: وأخيراً، أزعم أن تصحيح المسار الغربي في تعامله مع شعوب وأنظمة الشرق الأوسط هو من بين الوسائل الراجحة لتفكيك قنبلة الارهاب داخل المنطقة وخارجها، وكشف المستفيدين بها، عرباً كانوا أو عجماً! وبدون ذلك.. سيستمر الارهاب يعربد في كل مكان.. وسيستمر فاعلوه والمحرضون عليه والداعون اليه في البحث عن «ذرائع» مسوغة تزينه في القلوب المريضة، كما فعل صاحب شريط قناة «الجزيرة» الفضائية سالف الذكر، ثم لا يبلغون منه أو به شيئاً!
ليزداد القوي قوة، ويزداد البريء قهراً، ويبقى المجرم الحقيقي.. حراً طليقاً يروم في حومة المجهول!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved