Thursday 13th march,2003 11123العدد الخميس 10 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

القسطرة القلبية القسطرة القلبية
د. عادل الإرياني ( * )

يعتبر طب أمراض القلب من أكثر فروع الطب من حيث التسارع في التقدم والاكتشافات الجديدة التي تصب كلها في مصلحة المريض فعندما نتأمل بما كان متاحاً لطبيب ومريض القلب من أدوات تشخيصية فيما قبل السبعينات من هذا القرن سنصاب بالدهشة الشديدة للتطور الهائل الذي اعترى هذا الفرع من فروع الطب في النواحي التشخيصية والعلاجية على حد سواء حيث أن الوسائل التشخيصية المتاحة حالياً تتمتع بدرجة عالية من الأمان والسهولة والدقة عند مقارنتها بما كان متوفراً سابقاً، كما أن وسائل تشخيصية جديدة قد ظهرت بحيث صار في الإمكان تشخيص كثير من الأمراض كان يصعب تشخيصها في الماضي، ولو أردنا الحديث ولو باختصار عن كل هذه التطورات لاحتجنا الكثير من الوقت ولهذا فسيقتصر الحديث على التطورات التي طرأت على قسطرة القلب من النواحي التقنية والتشخيصية والعلاجية.
من الناحية التقنية أصبحت قسطرة القلب جزءاً مهماً من طب القلب وقد تطورت كثيراً مع مرور الوقت بحيث صار إجراء القسطرة عملية شبه روتينية في معظم مراكز القلب وهي طريقة تشخيصية وعلاجية آمنة إلى حد كبير ومن الناحية التشخيصية أصبح بالإمكان تشخيص ومتابعة الكثير من أمراض القلب والشرايين عن طريق قسطرة الجزء الأيسر أو الجزء الأيمن من القلب أو كليهما فالقسطرة تتيح للطبيب قياس الضغط داخل الشرايين والأوردة وداخل حجرات القلب بصورة دقيقة جداً غير متاحة باستخدام وسائل تشخيصية أخرى كما أنه يمكن قياس تركيز الأكسجين داخل الشرايين والأوردة وداخل حجرات القلب، ومن خلال المعلومات السابقة فإنه بالإمكان تشخيص كثير من الأمراض مثل أمراض الصمامات، قصور وظائف عضلة القلب ووجود ثقوب أو توصيلات غير طبيعية في الدورة الدموية بالإضافة إلى ذلك فإن القسطرة تعطي فكرة هي الأدق عن شدة المرض وعن الطريقة العلاجية المناسبة وعن التوقيت الأفضل للتدخل الجراحي عند الحاجة إليه.
ولكن أكثر استخدام للقسطرة هو لتشخيص أمراض الشرايين التاجية التي تعتبر أكثر أمراض القلب انتشاراً، فبواسطة القسطرة يتم تصوير الشرايين التاجية والتعرف على أمراضها وقياس نسبة الانسدادات وأماكنها وعددها وهذه المعلومات تمكن طبيب القلب من اختيار العلاج الأنسب للمريض، كما أن هناك استخدامات أخرى للقسطرة التشخيصية يضيق المجال عن ذكرها.
أما من الناحية العلاجية فهناك استخدامات عدة للقسطرة حيث أصبح بالإمكان الاستغناء عن الجراحة في كثير من أمراض القلب، أهم الاستخدامات العلاجيه للقسطرة هي توسيع الشرايين بواسطة البالون المصنع لهذا الغرض كما أنه يمكن وضع دعامات في مكان الانسداد تقلل من فرصة رجوع الانسداد بعد التوسعة، بالإضافة إلى البالون هناك طرق أخرى لتوسيع الشرايين أقل شيوعاً ولكنها جيدة في بعض الحالات ومن هذه الطرق استخدام أشعة الليزر أو استخدام أجهزة خاصة لإزالة التصلبات الشريانية ATHEROECTOMY)) وفي العادة يستخدم البالون والدعامة بعد هذه الطرق ومن الاستخدامات العلاجية الأخرى توسيع الصمام التاجي والصمام الرئوي بواسطة بالونات معدة لهذا الغرض.
وهناك استخدامات علاجية أخرى يضيق المكان عن ذكرها كما أن هناك العديد من الاستخدامات العلاجية للقسطرة في طور الدراسة والبحث الآن مثل إيصال أدوية معينة إلى جدار الشرايين بواسطة قثاطر معدة خصيصاً لهذا الغرض، هذه الأدوية الغرض منها منع انسداد الشرايين بعد التوسعة بالبالون أو الوسائل الأخرى ومنع ترسب الكولسترول في جدار الشرايين.
كما أنه الآن تجرى تجارب لتعديل التركيب الجيني للشرايين عن طريق القسطرة لنفس الغرض السابق الذكر.

( * ) استشاري أمراض القلب بمستشفى الحمادي بالرياض- زميل الكلية الملكية البريطانية - البورد العربي في الامراض الباطنية -
البورد العربي في أمراض القلب

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved