Friday 14th march,2003 11124العدد الجمعة 11 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تركيا تخشى سيطرتهم على النفط لتعزيز أحلام الدولة تركيا تخشى سيطرتهم على النفط لتعزيز أحلام الدولة
أكراد يتحرقون شوقاً لكركوك ينتظرون الحرب للعودة اليها

  * جمجمال العراق رويترز:
تعهد اكراد عراقيون كانت قوات الرئيس العراقي صدام حسين طردتهم من كركوك بالعودة الى المدينة الغنية بثروتها النفطية باستخدام القوة اذا اقتضى الامر بعد فترة وجيزة من بدء اي هجوم امريكي على بغداد.
وفر آلاف من الاكراد من مدينة كركوك على مدي الاثني عشر عاما الماضية وهم يعيشون الان في معسكرات مؤقتة للاجئين في بلدة جمجمال داخل المنطقة الشمالية التي تحررت من سيطرة الرئيس صدام بعد حرب الخليج عام 1991.
واصر الاكراد المطرودون المدفوعون بحنينهم للعودة الى ديارهم على ان هدفهم ليس السيطرة على ابار النفط بالقرب من المدينة.
وقال سيركوت رحيم «38 عاماً» احد ضباط الامن في جمجمال «سواء سمح قادتنا لنابالعودة ام لم يسمحوا فان كركوك مدينتنا وسنعود اليها مهما كان الثمن.. الامر يتعلق بانها وطننا اكثر منه بالنفط».
ومن الارجح الا ترضي تلك التأكيدات تركيا التي تخشى ان تؤدي السيطرة على نفط كركوك الى دعم الحكم الذاتي لاكراد العراق ويعيد اذكاء جذوة التمرد بين الاقلية الكردية في تركيا.
وتبعد مواقع الجيش العراقي كيلومترين عن بلدة جمجمال الواقعة على مبعدة 35 كيلومترا شرقي مدينة كركوك.
ومن المحتمل ان تكون السيطرة على مدينة كركوك ونفطها هدفا لاي حرب تقودها الولايات المتحدة على العراق. وتسهم كركوك بنحو 800 الف برميل يوميا من اجمالي صادرات بغداد من النفط التي تبلغ 7 ،1 مليون برميل يوميا والتي تجري وفقا لبرنامج النفط مقابل الغذاء الذي ترعاه الامم المتحدة.
وقال مصدر بالمعارضة العراقية الشهر الماضي ان الولايات المتحدة حذرت كلا من الاتراك والاكراد من السيطرة على كركوك في حالة شن هجوم تقوده القوات الامريكية للاطاحة بالرئيس العراقي.
وكانت القوات الكردية بعد حرب الخليج عام 1991 سيطرت على المدينة لفترة قصيرة قبل ان تطردها القوات العراقية. وتحاول بغداد تعريب المدينة عن طريق طرد الاكراد والتركمان العرقيين من المدينة وتسكين عائلات عربية بدلا منهم.
وطبقا لتقارير من اشخاص وصلوا الى جمجمال فان القوات العراقية في كركوك بدأت في اعتقال الشبان من الاكراد ووضعهم في السجن.
وقال رحيم ان العراقيين يخشون اندلاع انتفاضة ضدهم بمجرد بدء الحرب.
وقال رحيم واخرون ان اغلب الرجال في جمجمال يمتلكون بنادق وسيستخدمونها اذا لزم الامر لاستعادة كركوك.
وقال اسد قادر محمد «40 عاماً» الذي احتجز من قبل في سجن عراقي بمدينة كركوك لمدة عام وتم تعذيبه اكثر من مرة في الثمانينات انه اذا لم يأت الامريكيون وحلفاؤهم فليرسلوا لهم دبابة معربا عن استعداده لقيادتها ودخول المدينة بها.
لكن أغلب الاكراد في جمجمال قالوا انهم يفضلون اعادة توطينهم بطريقة سلمية مضيفين انهم لا يحملون اي ضغينة للجماعات العرقية الاخرى وكل ما يطلبونه هو الحقوق الاساسية.
وقال مصطفى احمد محمد الذي فر من كركوك منذ اعوام قليلة «اننا ليس لنا اطماع في النفط ومستعدون للعيش مع الاخرين في كركوك».
وتهدد الولايات المتحدة بمهاجمة العراق حتى دون موافقة الامم المتحدة متهمة صدام بانه يطور اسلحة دمار شامل. وتنفي بغداد ذلك الاتهام.
وصعبت الازمة حياة اهل بلدة جمجمال الذين يعانون من نقص في الوقود وارتفاع حاد لاسعار الوقود بعد ان قطعت كركوك كمية البنزين التي كان يسمح بمرورها الى المنطقة الكردية.
وقال خالد كريم الذي يبيع البنزين على جانب الطريق انه لم يعد يمتلك سوى خمس حاويات بنزين تسع الواحدة منها 20 لترا مقارنة مع الحصة اليومية وهي 2000 لتر التي كان يحصل عليها قبل ان تبدأ واشنطن في التركيز على الاطاحة بصدام.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved