Friday 14th march,2003 11124العدد الجمعة 11 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إعدام ضرس 1 - 2 إعدام ضرس 1 - 2
عبدالهادي الطيب

عفواً إن كنت أتحدث عن ذاتي.. فحديثي عن ذاتي خير من حديثي عن غيري.. خاصة إذا كان في هذا الحديث شيء من الطرافة.. فأرجو ألا تؤاخذوني.
في ريعان شبابي كنت معلماً في معهد للمعلمين بإحدى القرى النائية جنوب المملكة كانت نائية آنذاك .. أما الآن فلا وفي إحدى الليالي شعرت بألم في أحد أضراسي.. فقلت في نفسي لعل سوسة استيقظت فجأة .. ودب فيها النشاط.. فتناولت حبة دواء مسكن.. وانتظرت على أمل أن يكون لها مفعول .. أو أن تعاود السوسة نومها .. لكن شيئاً من ذلك لم يحدث .. بل زاد الألم .. ويبدو أن السوسة بدل أن تنام أيقظت أخوات لها يقبعن في ذات الضرس.
وانجلت تلك الليلة بعد أن ناءت بكلكلها وكأنها دهر.. إلى أن كان الصباح.. فاستأنست بزملائي المعلمين وشكوت لهم حالي.
فأبدوا تعاطفهم وحزنهم لشحوب وجهي واحمرار عينيّ.. وأشار عليّ مدير المعهد من أهل القرية بأن أمضغ بعض المسامير .. فاستغربت هذه النصيحة .. وبعد استفسار مصحوب بتعجب عرفت أن المسامير هي «عيدان القرنفل» .. فهرعت إلى أقرب مصدر لها ووجدتها ضمن حاشية القهوة في الغرفة الخاصة بإعدادها .. وتناولت عدداً من المسامير وأخذت في مضغها مركِّزاً على موضع الألم.. لكن لم أحصل على فائدة. فانبرى أحد الزملاء وكان يشرب الدخان وأشار عليّ بأن أشرب سيجارة .. وأبقي الدخان في فمي بعض الوقت قبل أن أنفثه. فاغتنمت الفسحة الأولى.. وانزويت مع المنزوين من الزملاء المدخنين في حجرة القهوة.. وشاركتهم في فعلتهم.. أخذت أشفط وأقفل حتى تجحظ عيناي.. ثم أنفث الدخان.. فكانت النتيجة بعد شرب «نصف بكت» مزيداً من الألم.. ورائحة كريهة من الفم ضاعفت من مشكلتي .. حيث صرت ببلوتين بعد أن كنت بواحدة. وهكذا لم أعثر على ما يفيدني بعد أن طرقت كل الأبواب واستخدمت جميع الوسائل من حبوب مسكنة ومضمضة بماء دافئ ومضغ مسامير ودخان. وكانت تلك السوسة الخبيثة كلما شعرت بأنني أحاربها.. تمادت في غيها معي وزادت في أذيتها لي. إلى أن حان وقت الانصراف.. فأسرَّ لي أحد الزملاء من أبناء البلد بعد أن صعب عليه حالي .. أسرَّ لي بسرٍّ فيه ضالتي وشفائي بإذن الله .. وللحكاية بقية الأسبوع القادم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved