Friday 14th march,2003 11124العدد الجمعة 11 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض المداد نبض المداد
طريقتان وغايتان
أحمد بن محمد الجردان (*)

قد يرى بعض القراء ان ثمة موضوعات ليس من المهم طرقها لا تقليلاً من أهميتها بل لأنها معلومة بالضرورة بل هي مسلمة من المسلمات ومن ذلك الحديث عن أمر هام ووصية جامعة ونداء عام إلينا جميعاً ألا وهو التوبة!!، ذلك المعين الذي لا ينضب وذلك الزاد الذي لا غنى لأي واحد منا عنه!!.. فالتوبة هي المقصد والمبتغى لكن أرباب الشهوات المحرمة لا يرون التوبة من شهواتهم بل قد تعدوا ذلك في الماضي ويتعدونه في الحاضر صباح مساء وهذا ديدنهم إلى قيام الساعة إلا انهم لا يريدون الناس عنها ولا يزالون في رباطهم وتواصيهم وتعاضدهم وتآزرهم من أجل ذلك يجلبون بخيلهم ورجلهم ليصدوا عن سبيل التوبة ويجعلوا من فكر ان يتوب لا ان يعدل عن تفكيره فحسب بل يريدونه ان يميل عنها لا ميلا قليلاً بل يريدونه ان يميل ميلا عظيما فمن عاكس على سبيل المثال محارم المسلمين لا يكتفي منه أرباب الشهوات وعلى رأسهم ابليس أعاذنا الله منه بذلك بل يريدونه ان يحصل من احداهن على قبول ثم على لقاء ثم على فساد عظيم وحسرة دائمة!!!، فالميل العظيم هو الهدف النهائي لأرباب الشهوات وهو ميل يصطدم مع التوبة التي يفرح بها فرحاً عظيماً.
والتوبة واقتراف المعاصي طريقان واضحان في معالمهما وغاياتهما.. قال تعالى: {وّاللَّهٍ يٍرٌيدٍ أّن يّتٍوبّ عّلّيًكٍمً وّيٍرٌيدٍ الذٌينّ يّتَّبٌعٍونّ پشَّهّوّاتٌ أّن تّمٌيلٍوا مّيًلاْ عّظٌيمْا}، فالله جل وعلا رحمة بنا وهو الغني عنا يريد ان يتوب علينا وأرباب الشهوات ومتبعوها لا يريدوننا ان نقترف المعاصي فحسب بل يريدوننا ان نميل لا ميلاً قليلاً بل ميلاً عظيماً وهنا تتضح معالم وغاية كل طريق من الطريقين!!! والتوبة التي يريدها الله هي الرجوع من البعد عنه جل وعلا إلى القرب إليه وهي توبة تمتاز بشروط تتلخص بالاقلاع عن المعاصي والندم

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved