Friday 14th march,2003 11124العدد الجمعة 11 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

24/1/1390ه 31/1/1970م العدد 287 24/1/1390ه 31/1/1970م العدد 287
أوراق ملونة
يكتبها: إسماعيل كتكت

(1)
في اللحظة التي كان فيها الكاتب الاسباني الشهير سرفانتس يبلغ الخامسة عشرة كان في احد أحياء مدريد، مواطن اسباني يدعى فيلبكس دي فيجا يرقص فرحا بمولوده البكر الذي اصر ان يطلق عليه اسم (لوب) ولم يكن احد من المهنئين يتوقع ان يصبح هذا المولود الذي يحتفلون به في يوم ما من أشهر كتاب اسبانيا والعالم. كانت بداية حياته في الوقت الذي بدأ فيه نجم العرب يأفل في الاندلس، ويتم الاتفاق بين فرناند وايزابلا في الزواج أو على الاصح، على انهاء وجود العرب المسلمين في تلك البلاد.
ولم يكن غريبا ان نرى على مسرح لوب دي فيجا، نماذج عربية، اما كيف كان يصور هذه النماذج، فهذا ما تحدث عنه الدكتور حسين مؤنس الذي ترجم وقدم مسرحيته الشهيرة (فونيتي أوبيخونا): ان شخصيات لوب تبدو كلها غير متسامحة في شؤون العقيدة وفي كل ما يتصل بالقضاء على المروق عن الدين.
وتبدو لنا الشخوص العربية عنده، لطيفة متسامحة، محببة، بل يبلغ به الامر ان يصورها في هيئة الفروسية الكاملة كما يتضح في مسرحية (العلاج في أوقات البؤس) وفي مسرحية أخرى نجد ان الشخصيات العربية تضطلع ببطولة الموضوع الجانبي فيها، وهو موضوع (بني سراج الغرناطيين) والمسرحية هي (بدرو كاربونيرو) والعجيب ان هذا الكاتب الذي يعتبرأغزر أدباء العالم انتاجا، قد كتب مايزيد على 470 مسرحية وخمسين مشهدا تمثيليا بالاضافة الى مئات من القصائد والاغاني والكتابات النثرية، والمذهل ايضا ان هذا الاديب كان اذا فكر في مسرحية.. تكون على المسرح بعد أربع وعشرين ساعة فقط، يصفق لها جمهور غفير من المشاهدين، وبلغت سرعته في الكتابة الى درجة انه كان أحيانا يستعصي عليه شطر أو حوار فيتركه على امل العودة له فيما بعد.. لكنه كان ينساه بعد ذلك تماما!!
(2)
قالت له هامسة بشهوة سادية:
إن لكم رائحة تشبه رائحة الخنازير أنتم الشرقيون.
كظم غيظه، وقال هازئا:
( ولكنكم تحبوننا؟!
ومن قال لك أننا لا نحب الخنازير؟
وصمتا.. لكنها أردفت معاتبة:
على أي حال.. نحن شباب العالم نكاد نكون متحدين.. في أمر واحد.. هو (الضياع).
واحتد:
مخطئة أنت يا عزيزتي.. انتم فقط ضائعون، اما نحن فاننا مشغولون.. بالصحو، بالبناء.. وتركها ذاهلة.. بصق.. ثم انزلق في أول قطار..
(3)
المعارض التي أقامتها المدارس التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات كانت خطوة موفقة.. بل رائعة.
كان كل ما عرض يثبت ان (فتياتنا يستطعن أن يقمن بالدور المرسوم لهن في حدود الاخلاق والدين..
وكان (المعهد الفني).. اكثر هذه المعارض لفتا للنظر.. نظرا للدقة والبساطة والاعتماد الذي يكاد يكون كليا على الطالبات.. ثم قلة التكاليف.
تحية لفتياتنا اللاتي بدأن يأخذن دورهن في الحياة.
وتحية للرجال المخلصين الذين اتاحوا لهن.. هذه الفرصة!!
(4)
عندما مددت يدي الى الكتاب الملقى امامي.. لم اكن اقصد الا أن أتصفحه.. فقد كان لدى ما يشغلني.. لكنني انسقت اتنسم رائحة الموتى (بشغف).. ووجدتني اسير مع (عيسى) خطوة، خطوة.. لكنني تركته كارها. ألم أقل إن هناك ما يشغلني؟؟!
وتواعدت معه على اللقاء.. وقريبا في (سفينة الموتى)..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved