الحرب متى تندلع.. وماذا أعددنا لها؟

الجميع يتحدث عن الحرب القادمة ضد العراق.. فلم يعد الأمريكيون والبريطانيون وحدهم يهددون بالحرب، فحتى أستراليا أحدث القارات.. وأبعد الأراضي.. أصبح الحديث عن الحرب الشغل الشاغل لحكامها.
الجميع ينتظر الحرب.. ليس العراقيون وحدهم يتوجسون شرور ما يراد فرضه عليهم من قتال لا يقتصر على تغيير نظام وتصفية حكام، بل ستزهق أرواح الآلاف من الأبرياء.
أيضاً الأمريكيون ينتظرون الحرب فعلى بعد آلاف الأميال وخلف البحار يتواجد مئات الآلاف من أبنائهم «جنود أمريكا» الذين يصل عددهم قرابة الثلاثمائة ألف حتماً لن يعودوا جميعاً إلى أسرهم بعد الحرب وإن تفوقت أمريكا، فللحرب ضحايا حتى من المنتصرين.. إذا كان هناك فعلاً منتصرون.
أيضاً نحن في المنطقة العربية.. في الخليج العربي.. في الدول المجاورة للعراق.. ننتظر الحرب متخوفين من شظاياها.. وهلعاً على أشقائنا من شعب العراق.
الجميع ينتظر الحرب.. ولكن أيضاً الجميع لا يعرف متى تندلع هذه الحرب التي لا يريدها الجميع.. ومع أن الجميع يبتهل إلى العلي الكريم أن يجنب أشقاءنا في العراق الحرب.. ويحمي المنطقة العربية وأهل الخليج وأهلنا من الحرب وويلاتها.. إلا أننا جميعاً نريد أن نعرف متى تندلع هذه الحرب اللعينة.. لا حباً في الحرب ولا رغبة فيها.. ولكن لنعرف كيف نتعامل معها وتداعياتها.. فمن كثرة ما أعطيت من مواعيد لبدء الحرب، لم يعد أحد يثق في أي موعد جديد يطرح لاندلاع هذه الحرب، حتى أصبح الآخرون يحاولون التعايش مع وضع الترقب.. بعضهم وضع خططاً واستعدادات للتعامل مع ما تفرزه الحرب.. وبعضهم ينتظر اللحظة الأخيرة كعادة العرب الذين يتحركون متأخرين دائماً.. وهنا نتساءل ماذا أعددنا لهذه الحرب؟.. وهل هيأنا مواطنينا للزلزال القادم؟..
نعم الحرب القادمة التي لا نريدها وندعو الله أن يجنبنا والمنطقة والعراق أهوالها.. خارج حدودنا.. لكنها ليست بعيدة عنا..
مرة أخرى، ماذا أعددنا لها.. وهل هيأنا شعبنا.. وشبابنا للتعامل معها..؟ أم نظل ننتظر.. بداياتها للتحرك؟!.