|
|
إن تزايد المخاوف من شن الولايات المتحدة حربا على العراق، وموقف الولايات المتحدة التي تفضل الخيار العسكري، وتهمل الموقف العالمي تجاه الحرب، وتصاعدالموقف دوليا، يدل على وشوك الحرب، إلا أن بعض الأنباء الأخيرة كتأجيل الولايات المتحدة لمشروع استخراج قرار من مجلس الأمن يخول لها ضرب العراق، بالإضافة إلى ما تردد عن قيام قادة في الجيش العراقي بمحادثات مع الولايات المتحدة لأجل استسلامهم عند دخول القوات الأمريكية للاراضي العراقية، تبث أمل تأجيلها، مما كان له آثار جيدة على الأسواق، ويتوقع بعض المحللين أن تعصف هذه الحرب بالأسواق المالية والاستثمارية بجميع أنواعها (أسهم، سندات، عملات، مواد أولية ..)، وتتسبب بموجة من التقلب والتأرجح لم تشهدها الأسواق من قبل، ويتضح من خلال ما تعرضت له العملة الأمريكية (العملة الأقوى في العالم) من ضغوط وضربات، أدت بها إلى تحقيق تراجع في قيمتها أمام بعض العملات الرئيسية، إلى مستوى لم تحققه العملة الأمريكية منذ زمن بعيد، وارتفاع أسعار النفط وتحقيقها مستويات لم يحققها الذهب الأسود منذ حوالي عشر سنوات، ان بوادرهذه الأزمة قد بدأت في الظهور، ويتوقع بعض المحللين أنه في حال طالت مدة الحرب، فبالإضافة إلى التكاليف الباهظة والأعباء المالية الثقيلة للحرب، فإنه من الممكن أن يخسر الاقتصاد العالمي بسببها نحو 7 ،1% من معدل نموه الحالي، وهو ما يعادل حوالي 550 مليار دولار، كما يتوقع الخبراء أن تكون أسواق الأسهم أول ضحايا الصراع الأمريكي العراقي، وقد بدأت بوادرها فعليا بالظهور، حيث تراجعت معظم البورصات العالمية، فانخفضت بورصة طوكيو إلى أدنى معدلاتها منذ 20 عاما، وانخفضت أيضا البورصات الأوروبية إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف التسعينيات، بينما تدبذبت أكبر بورصة في العالم (وول ستريت) الأمريكية لتفقد نحو 10% من قيمتها خلال الفترة المنقضية من العام الجاري، وفي هذا الصدد أشارت توقعات في ألمانيا لمجموعة ميرلنش المصرفية الاستثمارية، أن أسواق الأسهم تمر بظروف أصعب من التي مرت بها عند انهيارها في نهاية العشرينيات من القرن الماضي، والتي تعرف بفترة الكساد الكبير، وهذا لا يعني أن تنجو أسواق العملات والقطع الأجنبي من عواقب الحرب الأمريكية، فكلما اقتربت نذرالحرب، فقد الدولار المزيد من قيمته مقابل العملات الرئيسية (الين الياباني، الجنيه الاسترليني، اليورو)، وخاصة أمام عملات الملاذ الآمن (الفرنك السويسري، الدولار الأسترالي)، ويصطدم هذا التراجع في أسعار الدولار مقابل باقي العملات الرئيسية، برغبة الولايات المتحدة في الحفاظ على عملة أمريكية قوية، وفي بريطانيا يحذر خبراء اقتصاديون من انكماش الاقتصاد البريطاني، وتضرر حوالي70 ألف شركة، ليفلس بعضها ويحقق البعض الآخر خسائر كبيرة، وقد نتج عن إقبال المستثمرين في بريطانيا على بيع أسهم شركات النفط والخدمات المالية بسببالمخاوف السياسية، تراجع مؤشر فايننشال البريطاني إلى أدنى مستوياته خلال7 أعوام، ومع كل هذه التخوفات من الآثار السلبية التي ستخلفها الحرب على الاقتصاد العالمي، إلا أن وضوح الرؤية، بما يعني التأكد من قيام حرب، أوعدم قيامها يظل أفضل من استمرار الغموض الذي قد تكون تأثيراته السلبية أكثرمن قيام حرب لو استمر الغموض لفترة طويلة، وبالتالي فرار الاستثمارات إلى ملاذاتها الآمنة (عملات، سندات قصيرة ومتوسطة الآجال، ذهب) أمر طبيعي طالما الغموض السياسي والاقتصادي مستمر. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |