* القاهرة مكتب الجزيرة عتمان أنور محيي الدين سعيد:
استمر تدفق المتظاهرين في قلب ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى مساء أمس حيث تزايد عدد المتظاهرين بشكل مطرد طوال اليوم وسط محاولات أمنية مكثفة للحد منها وقد شهدت التظاهرات مصادمات أمنية وتراشقاً بالحجارة بين المتظاهرين وقوات الأمن ووقعت اصابات تزيد عن الخمس إصابات في صفوف المتظاهرين الذين قاموا بتحطيم واجهة فندق هيلتون القريب من كوبري قصر النيل كما سيطروا على إحدى عربات الأمن الخاصة بالاطفاء على الكوبري وأشعلوا فيها النيران وتصدت قوات الأمن لاطفائها كما حاول المتظاهرون السير باتجاه مبنى السفارة الامريكية وردتهم قوات الأمن وحاولوا الاتجاه إلى مبنى الاذاعة والتليفزيون المصري وردهم الأمن وقد شارك في المظاهرة التي فاق عددها الثلاثين ألف متظاهر عدد كبير من القيادات الحزبية واللجان والمنظمات الشعبية إلى جانب الشباب الذين لوحظ تواجدهم بكثافة وهم من فئات عمرية مختلفة وهم غير منظمين أو منتمين لاحزاب أو قوى سياسية، الامر الذي أطلق عليه البعض مظاهرات عفوية، وقارنوها بالتظاهرات الشعبية التي شهدتها مصر في 18 و19 يناير 1977 وهي بالفعل تعد المظاهرات الأعنف منذ عام 77 ومنذ تفجر الأزمة العراقية وحتى الآن ردد المتظاهرون شعارات جديدة ومختلفة عن الشعارات السابقة وهي شعارات ضد بريطانيا ورئيس وزرائها توني بلير إلى جانب الشعارات المعادية لامريكا واسرائيل حيث ردد المتظاهرون «الموت لبريطانيا وامريكا ... بالروح بالدم نفديك يا عراق ... الموت لبلير .... يا عراق لا تنهار أنت الشعلة واحنا النار ... يا شعب العراق واصل واصل معك على الخط بواسل» إلى جانب شعارات تسقط امريكا واسرائيل وطالب المتظاهرون بطرد سفراء امريكا وبريطانيا واسرائيل من القاهرة وحرقوا الاعلام الامريكية والبريطاينة والاسرائيلية أكثر من مرة .
انتقد المتظاهرون بشدة عجز الحكومات والجيوش العربية عن صد العدوان الامريكي على المنطقة العربية وطالبوا بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك .
وقد حاول المتظاهرون الاتجاه ناحية السفارتين الامريكية والبريطانية القريبتين من ميدان التحرير وبالفعل تخطوا الحواجز الحديدية التي وضعتها قوات الأمن غير ان كثافة التواجد الأمني أحالت دون ذلك ونشبت المصادمات بينما حاول آخرون الاتجاه من ناحية كوبري قصر النيل فتصدى لهم الأمن ونشبت مصادمات أيضا.
كما قامت عربات الأمن المركزي بإغلاق الشوارع الجانبية بوسط القاهرة لمنع تدفق المزيد من المواطنين إلى المتظاهرين وفي الوقت الذى تحاول فية القوات الأمنية تفرقة المتظاهرين قرر عدد من أعضاء مجلس الشعب المصري منهم حمدين صباحي ومحمد فريد حسنين الاستمرار في اعتصامهم الذى بدأ مساء أمس الأول في ميدان التحرير ودعو لتواصل التظاهرات إلى الغد والأيام المقبلة.
وخوفا من استمرار التظاهرات في الغد جاءت امدادات أمنية أخرى ليكتظ الميدان بعربات الأمن المركزى فيما ترددت أنباء عن اتخاذ وزير التعليم العالي قراراً بإعطاء إجازة للجامعات اليوم السبت الا ان الوزير نفى ذلك وصرح ان الدراسة مستمرة في الجامعات المصرية.
وكانت التظاهرات في ميدان التحرير قد بدأت أمس الأول الخميس وقد نشبت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن استخدمت فيها العصا الكهربائية والألواح الزجاجية وسقط أكثر من 40 من المتظاهرين مصابا وقد تخاطف المتظاهرون خوذات وعصي قوات الأمن المركزى.
وعلى صعيد متواصل اندفع آلاف المصلين في الجامع الأزهر والمساجد المحيطة به إلى ساحة المسجد والشوارع المحيطة به مرددين الهتافات المعادية للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل وقام المتظاهرون باحراق الاعلام الامريكية والاسرائيلية وطالبوا الحكومات العربية بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول المعتدية.
وحذر المتظاهرون من ان سقوط بغداد سيكون بداية لتنفيذ المخطط الأمريكي الصهيونى للهيمنة على المنطقة وقام المتظاهرون برشق جنود الأمن المركزي بالحجارة والذين ردوا عليهم بخراطيم المياه والضرب بالعصى.وأعلن ابراهيم شكري رئيس حزب العمل المصري المجمد الاستمرار في التظاهر وكان مشاركاً في مظاهرة الأزهر عقب صلاة الجمعة.
ومن جانبه أكد شيخ الأزهر الشريف في كلمة أمام المتظاهرين في ساحة الأزهر والذين فاق عددهم أيضا العشرين ألفاً أكد على ضرورة الجهاد والتصدي للعدوان الامريكي والبريطاني على العراق.وكان مقررا ان تلتحم مظاهرات الأزهر مع مظاهرات ميدان التحرير للاتجاه معا إلى سفارتي امريكا وبريطانيا الا ان القوات الأمنية حالت دون ذلك .
|