* معسكر السيلية قطر رويترز:
الصور التي نقلها التلفزيون للدبابات الامريكية وهي تتقدم عبر الصحراء العراقية تجعل غزو العراق يبدو سهلاً لكن المعارك الأكثر شراسة في هذه الحرب لم تأت بعد.
قال تيم ريبلي من مركز دراسات الدفاع في جامعة لانكستر البريطانية «لم نر بعد اشتباكاً كبيراً بين مجموعتين كبيرتين من القوات». ومضى يقول «وإلى ان ترى ذلك لا يمكن تقدير استعداد العراقيين للقتال».
وتوقع قائد عسكري امريكي كبير في الخليج تحقيق انتصار سريع في الحرب وقال متحدث عسكري بريطاني انه «يأمل» ان تصل قوات الحلفاء بغداد في غضون ثلاثة أو أربعة أيام، لكن مقر القيادة المركزية في قطر فرض تعتيما إعلامياً على العمليات.
ويستهدف الحلفاء بالجمع بين التفاؤل العام وندرة المعلومات عن تفاصيل العمليات والصور الاخبارية التي تخضع لسيطرة شديدة ترويع العراقيين وإرباكهم.
لكن بينما يشاهد العالم طوابير االمدرعات الامريكية وهي تتوغل في العراق فمن المحتمل ان تقع عمليات تتسم بقدر أكبر من الفوضى بعيداً عن أعين الجمهور.
ولم يتوقع أحد أبداً ان تواجه القوات الامريكية والبريطانية مقاومة في صحراء العراق الغربية حيث قبعت قوات صدام حسين بلا حركة في حرب الخليج عام 1991.
وأوضح العراق قبل إطلاق النار انه سيتم سحب قوات الحرس الجمهوري القوية إلى البلدات والمدن لجر أعدائهم إلى اشتباك في المدن لا يمكن التوقع به بدرجة أكبر وأكثر خطورة.
قال جاك بلتران من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية «لم أفاجأ بأنهم لم يواجهوا مقاومة كبيرة إلى الآن. هذا يتسق مع تأكيد العراقيين بأنهم لن يحاربوا في الصحراء وانما في بغداد».
لكن هناك بالفعل جيوبا للمقاومة في الجنوب حيث وضعت القوات العراقية الأسوأ تجهيزا بدفاعات دمرتها هجمات امريكية وبريطانية مستمرة منذ شهور على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق.
وبينما توغلت الفرقة الثالثة مشاة الامريكية لمسافة 150 كيلومتراً في العراق قادمة من الكويت أمس الأول واستولت قوات بريطانية خاصة على شبه جزيرة الفاو في الطرف الجنوبي للعراق واجه مشاة البحرية الامريكيون مقاومة أكثر شراسة في ميناء أم قصر.
وقال ادريان كروفت مراسل رويترز ان وحدة مشاة البحرية التي يرافقها ووجهت بعد دخولها للعراق بساعتين فقط بصواريخ مضادة للدبابات ونيران الأسلحة الصغيرة ولم تواصل تحركها من جديد الا بعد استدعاء دعم من المدفعية البريطانية.
قال جون روثروك وهو كولونيل متقاعد بالقوت الجوية الامريكية حارب في فيتنام لتلفزيون «ايه ار دي» في واشنطن «واجهوا مقاومة في الجنوب أكثر مما توقعوا... لم يكن الأمر بالسهولة التي توقعوها».
وقال روثروك ان الحلفاء أرادوا ان يتجنبوا قدر الامكان استراتيجية «الصدمة والترويع» من خلال هجوم خاطف بنحو ثلاثة آلاف قنبلة وصاروخ موجهة بدقة كان من المتوقع استخدامها في بدء الحرب لتجنب وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين وهو أمر سيكون له تأثير سيئ في الداخل حيث التأييد للحرب لا يزال متدنياً.
وأضاف روثروك «سينتظرون خلال اليوم أو غداً ليروا ان كان المزيد من الوحدات العراقية سيستسلم».
وقال ريبلي ان الهجمات بصواريخ كروز على أهداف محدودة فجر الخميس بتوقيت بغداد التي استهدفت الرئيس العراقي صدام حسين والحلقة القربية منه أوضحت ان الحلفاء يتطلعون إلى تحقيق انتصار سريع بشل الدولة وتعجيز قواتها.
وأضاف «إذا قتل صدام ورجاله فان الجزء الأكبر من الجيش والحرس الجمهوري سيكون بلا قيادة ومستعدين للاقتناع بالاستسلام».
وقال مسؤول عسكري امريكي «لا أعتقد ان أحداً فوجئ بالتقدم في الجنوب لكن الأمر قد يتغير عندما نقترب من بغداد».
قال بلتران انه قد تكون هناك نقطة حاسمة في الحرب في غضون يومين أو ثلاثة.
واستطرد قائلا «اما ان يكون النظام سقط عندئذ أو انه لا يزال كما هو وعلينا ان نستعد لمعركة في بغداد مع نخبة قوات صدام وستكون المخاطر أكثر جدية بكثير».
وركز على ثلاثة مجالات للخطر.. احتمال حصار لبغداد على طراز ستالينجراد أو لجوء عراقي للأسلحة البيولوجية أو الكيماوية أو تصعيد في مكان آخر مثل اشتباك أما بين الأتراك والأكراد في الشمال أو شن هجوم عراقي على اسرائيل.
وفي مقر قوات التحالف في قطر تحدث ال لوكوود قائد المجموعة البريطانية كثيرا أمس الأول لكنه لم يكشف سوى عن القليل وقال «الخداع دائما جزء من الخطة العسكرية».
لكن الرسالة التي تحملها صورة معلقة في المكتب الإعلامي البريطاني في قطر تلخص الأمر بالقول «إذا وجدت نفسك في اشتباك متكافئ فانك لم تخطط لمهمتك بشكل سليم».
|