الاستيلاء على مهبطين للطائرات غربي بغداد
واشنطن تقرُّ بفشل محاولاتها لاستسلام القوات العراقية

* واشنطن رويترز:
قال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي ان الولايات المتحدة لم تجر محادثات استسلام عام مع حكومة الرئيس العراقي صدام حسين وأن الجهود الرامية الى اقناع قطاعات من قواته المسلحة بالاستسلام لم تؤد الى نتائج تكفي لتفادي شن هجوم ضخم.
وقال رامسفيلد في بيان صحفي بوزارة الدفاع «نصدر من خلال مجموعة من الوسائل بيانات تحث القوات المسلحة العراقية على الاستسلام ويبدو ان ما فعلناه لم يكن مقنعاً بما يكفي لأن يفعلوا ذلك».وأدلى رامسفيلد بهذه التصريحات بعد فترة وجيزة من شن الولايات المتحدة قصفاً جوياً ضخماً على بغداد ومواقع اخرى في العراق استهدف مئات من الاهداف العسكرية.
وزعم رامسفيلد ان بضعة مئات من الجنود العراقيين استسلموا للقوات الامريكية والبريطانية الغازية.
وفي وقت لاحق زعم مسؤولون بوزارة الدفاع الامريكية ان قائد الفرقة الواحدة والخمسين النظامية العراقية استسلم يوم الجمعة لقوات مشاة البحرية الامريكية المتقدمة عبر الصحراء في اتجاه بغداد في جنوب العراق.
ولم يعط المسؤولون الدفاعيون الذين طلبوا عدم نشر اسمائهم تفصيلات ولكنهم قالوا لرويترز ان كلا من قائد ونائب قائد الفرقة استسلما.وصرح الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة بأن القوات العراقية لم تبد سوى «مقاومة متفرقة» وان بعض القوات تخلت عن مواقعها في الجنوب والشمال مع توغل القوات البرية الامريكية لمسافة 160 كيلومترا تقريباً داخل العراق وتحقيق القوات البرية البريطانية بعض المكاسب الاخرى.
وقال رامسفيلد انه لا يوجد حوار «بلد لبلد» «بشأن فكرة استسلام عراقي عام».
وأوضح مسؤولون امريكيون ان الجهود الرامية الى اقناع القوات العراقية بعدم القتال تشمل اتصالات من خلال التليفونات المحمولة ورسائل البريد الاليكتروني ومنشورات تلقيها الطائرات ووسائل اخرى.
وقال رامسفيلد يوم الخميس ان اتصالات جرت مع القوات العراقية بالاضافة الى قطاعات من الحرس الجمهوري. واوضح يوم الجمعة ان معظم الاتصالات كانت مع قوات عراقية خارج بغداد.
وصرح مسؤول بوزارة الدفاع الامريكية بأن المنفيين العراقيين الذين دربتهم القوات الامريكية ربما يساعدون في هذه الاتصالات.
وقال رامسفيلد انه لا يعرف ما اذا كان صدام حسين مسيطراً على العراق. وسئل عما اذا كانت هناك اي اشارة الى ان القيادة العراقية تغيرت فقال انه سمع «فتات معلومات» ولكنها غير كافية لأن تكون مقنعة.
وقال رامسفيلد ان الهجوم الاستهلالي للحرب الذي استهدف مقر قيادة خارج بغداد حيث تعتقد الولايات المتحدة ان اعضاء القيادة العراقية بما فيهم صدام كانوا متجمعين فيه كان ناجحا.
وسئل رامسفيلد عما اذا كان قد فات الأوان بالنسبة لصدام ونجليه عدي وقصي للذهاب الى المنفى فقال «بالتأكيد لقد فات اوان بقائهم في السلطة. ما يفعلوه بأنفسهم امر يعود لهم.. اظن ان الوقت سيوضح ما هو نوع القرارات التي سيتخذونها. وحتى الآن اتخذوا قرارات سيئة للغاية».وقال ان قرار شن الحرب البرية والجوية كان نتيجة مباشرة لحقيقة ان «صدام حسين ورفاقه لم يغادروا البلاد».
وأوضح مايرز ان الولايات المتحدة لها الآن قوات في غرب العراق وشماله بالاضافة الى الجنوب وانها تدفع بمزيد من القوات في شمال العراق.
وأبلغ مسؤولون امريكيون رويترز ان قوات العمليات الخاصة الامريكية استولت على مهبطين رئيسيين للطائرات في الصحراء العراقية على بعد ما بين 225 و290 كيلومترا غربي بغداد في خطوة لتطويق العاصمة العراقية.
وتعرقل المجهود الحربي الامريكي في شمال العراق بسبب رفض تركيا السماح بنشر نحو 62 الف جندي امريكي للتقدم من تركيا في هجوم على محورين على بغداد. وزاد ذلك ايضا المخاوف في واشنطن من احتمال ان تدفع تركيا اعدادا كبيرة من الجنود الى شمال العراق لمواجهة الجماعات الكردية التي تسيطر على المنطقة.