Sunday 23rd march,2003 11133العدد الأحد 20 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
لنكرم كل الناجحين..
عبدالرحمن بن سعد السماري

* إذا أردت أن تعرف الفرق بين جهود مسؤول وآخر.. ودور مسؤول وآخر.. كنشاط وهمة ونتاج وإنجاز وعمل.. فما عليك إلا القيام بمجهود بسيط للغاية.. وهو التجول وسط أحياء الرياض فقط.. لتطلع على جهود البلديات الفرعية وتدرك الفرق بين دور بلدية وأخرى.
* الميزانية.. والامكانيات واحدة.. والمرجع واحد.. والصلاحية واحدة.. والمدينة واحدة.. وكل شيء واحد.. ومع ذلك.. تجد الفارق بين انجاز رئيس بلدية فرعية وآخر.. وتلمس بعينك.. الحقيقة واضحة..
* هذا الحي.. نظيف للغاية.. وأعني هنا.. نظيف.. هي النظافة من المخلفات كل المخلفات.. ونظيف من الطفح.. ونظيف من كل ما يكدر صفو المنظر العام.
* أما الحي الآخر.. فهو طفح مجاري.. ومخلفات بناء.. وصنادق.. وسيارات ولوحات مشوهة.
* أما الأراضي البيضاء.. فهي زئل.. تجد فيها كل شيء.. ابتداءً من مخلفات العمران.. وانتهاءً بجذوع النخيل والاطارات وأغصان الأشجار والأبواب والثلاجات وكل ما يخطر وما لا يخطر على بالك.
* شوارعها كلها أنهار من مياه المجاري.. وشوارع عرضها عشرون متراً تغلق تماماً لعدة أيام.. لأن فلان أو الآخر.. يبني له «فيلا دبلكس» أو يبني مجمعاً سكنياً للتأجير.. ومع ذلك.. لا يسأل أحد هذا أو ذاك.. لماذا أُغلق الشارع.. ولماذا بقيت المخلفات أو نتاج الحفر.. اسبوعين وثلاثة وخمسة.
* المطاعم والمحلات.. في راحة تامة.. ومراقبو البلدية اعتادوا على الكسل والنوم والتخاذل و«غمض» العين عن بعض المحلات.. ورئيس البلدية.. اعتاد «الرمي» على الامكانات المالية والبشرية والسيارات.. وهو ينسى أو يتناسى.. ان بجواره حياً آخر تابعاً لرئيس بلدية أخرى.. هو لا يشتكي من أي شيء على الاطلاق.. كل الأمور هناك.. تمشي على ما يرام..
* إننا وبأي حال.. لا يمكن أن نقلل من حجم الجهود التي يبذلها سمو أمين مدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن.. فقد حقق انجازات كبيرة للغاية.. وقد قضى على عشرات الأخطاء والسلبيات.. ولم يشتك يوماً من قلة الامكانات أو يرمي على أي سبب آخر.
* اليوم.. لا يوجد في الرياض شارع واحد لم يرصف أو ينور.. ولا يوجد في الرياض أرض بيضاء تشتكي من تحويلها الى مزبلة إلا ما ندر من تقاعس سعادة رئيس البلدية الفرعية ومراقبيه.
* في أحياء الرياض.. يظهر لك الفرق بين مسؤول وآخر وماذا أنجز وماذا حقق.. والآخر كيف تقاعس وكيف حاول أن يرمي فشله على أسباب أخرى.
* هل يمكن ان نصدق.. أن هناك شوارع تسيل في الليل والنهار بمياه البيارات وسط أجمل عاصمة في الشرق الأوسط؟
* نعم.. هذا موجود.. بل ربما سال أكثر من خمس بيارات تابعة لأكثر من خمس عمائر في آن واحد.. ولك أن تتخيل حجم المياه المندفعة في الشارع حتى لا يخيل لمن يراه عن بُعد.. أنه شعيب.. فضلا عن الروائح والأمراض ومنظر الشارع وسط هذه المياه الآسنة الضارة.
* لقد نسينا تدفق البيارات في شوارعنا أكثر من عشرين سنة.. لكنه عاد الآن.. نتيجة غياب الرقابة.. وقبل ذلك.. نتيجة انعدام المسؤولية من أصحاب العمائر أنفسهم.
* مسألة الفارق بين جهود رئيس بلدية وبين غياب الآخر.. لا تحتاج منا الى مفتشين ورقابة وعمل طويل.. بل لا تحتاج سوى «لَفَّه» في شوارع هذا الحي وذاك.. لتطلع على ان الفرق واضح أمامك كوضوح الشمس في رابعة النهار، بل أنك تسمع ذلك على ألسن الناس.. في هذا الحي.. يستحيل وجود مخالفة فيه.. لأن رئيس البلدية صارم وقوي والآخر «أجودي» من بيته الى مكتبه.. والمقاول نفس المقاول.. والمدينة نفس المدينة.. ومع ذلك.. يدرك هذا المقاول.. أنه في هذا الحي «يأخذ راحته» في كل شيء.. وفي الحي الآخر - يده على قلبه خشية المعاقبة.
* إن ما ذكرته هنا.. هو جانب واحد للفرق بين مسؤول وآخر.. فهذا المسؤول شعر بالمسؤولية وكان في مستواها والآخر.. أخذها وجاهة فقط.. وظن أنها تشريف لسعادته.
* فهذا الذي أنجز وعمل وشعر بالمسؤولية.. يحتاج منا الى تشجيع وتكريم واشادة دائمة بجهوده.. لأنه انسان يستحق.. إذ من المفترض.. ألا نساوي بينه
وبين الآخر.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved