العالم في مواجهة أهوال الحرب


في كندا تحدث رئيس وزرائها عن شعور بالقشعريرة من مشهد القصف الجوي الأمريكي العنيف، ومن المؤكد أن الاحساس يتضاعف بالنسبة للعراقي الذي يرى بأم عينيه بلاده تُقصف بهذه الأطنان من الحمم، كما أن المواطن العربي لديه إحساس قوي بفداحة ما يحدث..
وقد أصيب العالم من أقصاه الى أقصاه بالصدمة لشدة الأهوال والحمم التي تنزل بشعب بريء، ولعلَّ الاحساس بالخوف يكمن في جانب منه في المصير الذي ينتظر الكل إذا غضبت الولايات المتحدة وقررت حمل القانون بيدها ومعاقبة من تريد خارج سلطة مجلس الأمن الدولي وخارج الشرعية الدولية.
والمهم في الأمر والمؤسف أن فصول هذه المسرحية الدامية لا تزال تتواصل، ما يعني ان مساحة الخسائر تتضاعف وكذلك حجم المأساة فضلاً عن الشعور القوي بالاحباط لدى شعوب العالم أجمع من بطش القوة العظمى الوحيدة في العالم.
لقد ابتعدت الأمم المتحدة بكل سلطتها وهيبتها أمام القوة الضاربة ويبدو أنها بانتظار مواجهة أعباء المذبحة الكبرى، وهي المهام المتمثلة في الأعمال الانسانية التي تعقب المعارك من تأمين الخيام وتغذية اللاجئين وإيوائهم، لكن الأمم المتحدة تعجز حقيقةً عن منع المأساة، بل وتعطل جميع آلياتها التي كان بإمكانها إحباط هذه الحرب، حيث سحبت مفتشي الأسلحة والمراقبين من الحدود، وعلقت برنامج النفط مقابل الغذاء لتفسح المجال أمام أعمال عسكرية رفضتها الغالبية العظمى من دول العالم.
والآن فإن هناك مخاوف من أن تسعى الولايات المتحدة إلى إضفاء الطابع الشرعي على أعمالها العسكرية في العراق غير أن روسيا وفرنسا أعربتا عن معارضتهما لهذه المساعي، وبينما قالت باريس إنها لن تقبل أي قرار يضفي الشرعية على التدخل العسكري ويعطي المقاتلين سلطات إدارة العراق فإن روسيا قالت إن مصالحها تحتم عليها التصدي للمساعي الأمريكية بهذا الصدد، مشيرة صراحةً إلى خشيتها من أن يلغي أي نظام جديد في العراق عقوداً تجارية كانت أبرمتها موسكو مع حكومة صدام حسين. ومن الواضح هنا أن المأساة التي يتعرض لها الشعب العراقي تأتي في الدرجة الثانية بعد مصالح الدول.