- أشبعوه نقداً..!!
- فيلق عظيم بالقرب من المضمار المجاور ينتظر نهاية المباراة؟!
- ألسنتهم تتربص به عند الرمق الأخير من الحصة الثانية.
- الصافرة تتدلى من على معصمه المبلول.. وعيناه الصغيرتان تقومان بدور محامي الدفاع..!!
- قميص اسود منمرق يحتضن كروتاً ملونة..
- قدماه تغادران في كل اتجاه.. وزميله الرابع في الضفة الأخرى من الملعب يشهر لوحته المتبقية..!!
- ومهما كانت النتائج فالمصلحة مقدمة والشماعة هي الشماعة.. والقانون أعمى..!؟
- معضلة التحكيم لدينا انه ولد غريبا وسيموت غريباً..!!
- كان ينطلق بدعم اولئك القادة الأفذاذ.. ويسير بمباركة الدعم اللامحدود.. ورغم كل اخطائه القاتلة إلا انه سار وحيدا يتهادى ملتحفاً بظلمة الليل الطويل نحو العالمية.. رغم كل اقاويل «الزبد» التي نادوا بها لإسقاطه!!.
- هناك مع التقدم التكنولوجي «واللاسلكي» الذي انار طريق الحضارة اجمع.. لا يزال التحكيم لدينا يتكئ على عصا الاخطاء والتعثر حتى باتت الاستعانة بالخبرات العالمية وشيكة في ظل «الانتقاد» المخيف للحكم السعودي خصوصاً والعربي عموماً.
- اتذكر الآن استاذنا الكبير الذي علمنا جزءاً من فن احترام القانون «عبدالرحمن الدهام» عندما كان يشير بقلمه النحيل لتلك الاخطاء في بعض المباريات «الغامضة» التي كانت تعني فن روح تطبيق القانون بحذافيره.. وكيف اصبحت اليوم اسلوبا جديداً في التراشق بالكلمات واثبات احقية الذات.. لكل مباراة تتحكم فيها الاهواء والرغبات والمصالح الذاتية فقط.. دون اعتبارات الى ان الرياضة فن وذوق واخلاق!!
- كل ذلك يحدث ونحن من استحدث بطولة القارات التي تعني ولوج الكرة العالمية البوابة السعودية.
- كل ذلك يحدث ونحن الذين امتطينا كأس العالم للناشئين.
- كل ذلك يحدث ونحن من اوائل الملوحين بالهدف والمربع الذهبي.
- واقع هنا.. وإنجازات هناك.. وصافرة تدوي عبثاً..!! والخاسر أولاً وأخيراً رياضتنا التي عاشت وترعرعت على احترام القانون.
- في التحكيم امران قد يخذلان حكم الساحة كونه سيد الموقف ورجل المباراة اولهما:
عدم سرعة اتخاذ القرار الصحيح في حينه مما يزيد احتمالات الخطأ لا سيما حين يكون التردد هو سيد الموقف في قرار حكم المباراة.. وكونه ترجمة العقل الباطن في تجيير قراره المبني على عدم إحداث العقبات المستقبلية المترتبة على اتخاذ القرار لغرض ما.. او لسبب ما.. كون الطبيعة الانسانية محبة للسلم والصلح الا.. من شذ وندر.
ثانيهما: انه بشر معرض للخطأ والنسيان وقبل ذلك الضغط النفسي «المشاهد منه وغير المشاهد» فعندما تغيب عن نظر الحكم بعض اللقطات التي ليس له فيها أي ذنب سوى ان موقعه غير مناسب او ان احد اللاعبين قد حجب عنه الرؤية او ان عينيه تشكوان من قلة النظر لا سيما حين لا يجد ضالة عند زميله رجل الخط فإن الحظ والصدفة والتخمين سيكون وشيك الحدوث.
- من هذا المنطلق.. اقول لو ضعت شاشات فنية بمواصفات تقنية وحاسوبية سريعة في برج مراقبة المباراة وباشراف حكم مخضرم يتم اختياره من لجنة الحكام وبمرافقة اخصائيين رياضيين بعيدين كل البعد عن الميول او التعصب الرياضي بحيث يكون هناك اتصال لاسلكي داخل كبينتهم المخصصة لذلك وباتصال مباشر مع حكم الساحة داخل الملعب بحيث يكون ذلك الاتصال بطريقة سريعة محكمة وبأجهزة تقنية حديثة وصغيرة لعل احدها هو ما يعلق في اذن مراسلي الإعلام المرئي، وقد يكون ذلك مجديا لا سيما حين تكون تلك الاجهزة متوفرة في الاستخدامات الحاسوبية وبأسعار معقولة جداً مقارنة بجدوى عملها اللاسلكي.
- وتكون هناك توجيهات سريعة «في عنق الحدث او الخطأ المرتكب» أمام حكم اللقاء اضافة الى وجهة نظره الشخصية التي يراها هو من مبدأ القانون واتاحة الفرصة كون تلك التوجيهات السريعة ستساعده على اتخاذ القرار الصحيح البعيد عن الاجتهاد او التخمين المبني على الدقة وسرعة البديهة.
وقد قيل قديما بلسان احد الاعراب المندسين في الحاضرة «رأيان خير من رأي واحد» لا سيما حين يكون ذلك الرأي مبنياً من مصدر الكتروني لا يعرف المجاملة او المحسوبية.
- والآن الحديث عن هموم التحكيم ذو شجون فسيكون لنا رجعة في الاسبوع القادم بإذن الله.. وعلى الحب نلتقي.
بالإشارة
- طلب مني استاذي الفاضل وأخي الذي اعتز بصداقته ما حييت د. راشد الحريول رئيس اللجنة الاولمبية السعودية ان اتحدث عن العقيلة الاحترافية الصحيحة في الملاعب السعودية ثم قال: لو تم احترام اللاعب السعودي للاحتراف بطريقة عملية منظمة ودقيقة فسيكون الاحتراف لدينا «فناًَ» نجبر الآخرين على تعلم ابداعه.. ولأن رجلا مثل الدكتور راشد يتقن العمل الدؤوب فانه يدرك تماماً ان العقلية هي الفاصل الحقيقي في ذلك.. ثم ناولته مقالاً سبق ان نشرته في هذه الجريدة الغراء كانت مقدمته «العقلية اولاً» نظر اليه ثم قال اتمنى ان نتقن فن التفكير اولا والعمل ثانيا والانضباط اخيرا كما تقول... اظن ان عقلية الدكتور راشد تدرك مدى العقبات التي تواجه الاحتراف لدينا.
- لأنه الدعيع وريث الكرم الحاتمي الأصيل الشامخ كجبلي أجا وسلمى الفارع بقامته عنان السماء فإنه يعز علينا ان نرى تلك الحضارة التي قارب موروثها ربع قرن من الزمان تتهاوى وتندثر.. ولأنه كذلك فإننا نجزم جميعا ان للمجد الحاتمي بقية.
- اعلان اسناد مهمة استضافة بطولة عز الخيل التاسعة الى ميدان محافظة المجمعة في الموسم المقبل هو دليل آخر سيكون معلنا هذه المرة لأولئك الفئة الغابرة التي تحاول ان تقتل العمل الدؤوب والهرم الشامخ برجاله.
- الهلال سيكون مقنعاً أكثر بسامي الجابر.
- تحية لنادي الوحدة ومدربها الوطني الذي يسابق الزمن للصعود الى الدوري الممتاز.
- ماجد عبدالله عاد ليعاود اللدغ عبر التحليل الرياضي.
خاتمة
كفى الله بلدنا شر الحروب وأنعم على امتنا نعمة الأمن والأمان انه سميع مجيب الدعاء «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».
|