Sunday 30th march,2003 11140العدد الأحد 27 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
الحرية للعراقيين مغمسة بالمجازر اليومية
جاسر عبدالعزيز الجاسر

تحت غطاء منح الحرية للعراقيين.. وفي الوقت الذي يردد فيه القادة الأمريكيون كلمات ويطلقون تصريحات كان آخرها قول الرئيس بوش، بأن القوات الأمريكية تسعى الى حماية الشعب العراقي وتحريره من العبودية وتكن للعراقيين المحبة..!!
هذا القول تزامن مع إطلاق القوات الأمريكية التي يقول رئيسها إنها تحمل المحبة.. إطلاقها عدداً من صواريخ توماهوك على حي الشعلة الشعبي الملاصق لحي الكاظمية الذي يضم مرقد الإمام موسى الكاظم، وهو مكان مقدس لدى المسلمين الشيعة ولا يبعد سوى أمتار عن سوق شعلة الشعبي وسط الحي السكني الذي يعد من الأحياء السكنية التي تضم أسراً فقيرة من المسلمين الشيعة، ليضاف إلى مجمل المدن الشيعية والأحياء السكنية ليوحي بأن الضربات الأمريكية والبريطانية الصاروخية موجهة أساساً لهذه الفئة من الشعب العراقي.. فمدينة كربلاء التي تضم مسجد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما ، تعد أكثر مدينة عراقية بعد بغداد تتعرض للغارات الجوية والقصف بالصواريخ، والمتتبع لمسار الصواريخ والطائرات يرى أنها استهدفت البصرة والناصرية والسماوة والنجف وكربلاء والأحياء السكنية في بغداد، حي الجهاد والمأمون، وجميعها تضم أغلبية شيعية، وكأن الأمريكيين والبريطانيين يريدون أن يكافئوا قادة المعارضة الذين يعملون معهم: أحمد الشلبي وعبدالعزيز الحكيم، والدكتور كبه وإياد علاوي، وحامد البياتي، وجميعهم من شيعة العراقيين.
ماذا يريد الأمريكيون والبريطانيون من وراء استهداف المقدسات الشيعية ومدنهم والأحياء السكنية التي يشكلون الأغلبية فيها..؟!
هل الصواريخ التي أوقعت المجازر، هي التي ستحرر العراقيين وتزرع المحبة في قلوبهم للإنجليز والأمريكيين..؟ وما هو موقف قادة من يطلقون على أنفسهم «معارضة؟!» من أعطى خرائط هذه المدن والأحياء للغزاة الذين يزرعون الدمار في مكان يستطيعون الوصول إليه في العراق؟! هل يرضى السيد الحكيم وأخوه عبدالعزيز الحكيم أن يروع أبناء النجف وكربلاء.. وهل يفرح إياد علاوي عندما تحصل مجزرة في علاوي الحلة التي ينحدر منها وهي أحد أكبر الأسواق الشعبية في بغداد والتي لن تكون بمنأى من المجازر الأمريكية بعد مسلسل استهداف الأسواق الشعبية..؟ وكيف هو موقف نجم المعارضة اليهودي احمد شلبي.. هل سيحرص على ارتداء ربطة عنق سوداء بدلاً من الأربطة الزاهية التي يحرص على ارتدائها في المناسبات الاستعراضية مع مبلغ الأوامر خليل زلماي.
وهل يستهدف الأمريكيون الشيعة بالذات لابتزازهم وتهديدهم من خلال توجيه رسالة عن طريق الصواريخ.. تقول: طالما أنتم تقاتلون لصد العدوان الأمريكي والإنجليزي فلن تفلتوا من قنابلنا العنقودية التي ستواصل حصد الأطفال والنساء حتى ترضخوا وتقبلوا الحرية الأمريكية؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved