Sunday 30th march,2003 11140العدد الأحد 27 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مذبحة حي الشعلة.. «العالم كله يصرخ» مذبحة حي الشعلة.. «العالم كله يصرخ»

** .. المجزرة .. الجريمة .. الانهيار .. الحرب القذرة .. تلك هي الكلمات الأكثر تكرارا في الصحف العالمية الصادرة أمس. و التي استعمل بعضها عبارة «جرائم الحرب» لأول مرة للتعبير عن المنحنى الخطير الذي اتخذته هذه الحرب.. الصحف الفرنسية تبدو غاضبة و مصدومة أمام صور الموت التي تناقلتها تلفزيونات العالم.. صور قالت عنها جل الصحف انها «جرائم » بعينها ضد المدنيين، بينما أبرزت العناوين الرئيسية للصحف الأمريكية أخبار تحذير الولايات المتحدة لسورية وإيران وروسيا بعدم التدخل في الحرب الدائرة، متهمين القوات العراقية بإطلاقها لنيران مدفعيتها على المدنيين العراقيين الذين يحاولون الفرار من القصف الجوي والمدفعي لمدينة البصرة.فيما ركزت الصحف البريطانية على احتجاج لعائلتي جنديين بريطانيين لقيا حتفهما خلال إعلان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأن العراقيين قد قاموا بإعدامهما.
«واشنطن بوست»
أبرزت أنباء المعارك التي تخوضها القوات الأمريكية لفرض سيطرتها على جنوب العراق، وقالت إن جيوب المقاومة العراقية في الجنوب مازالت نشيطة جداً وتخوض معارك شرسة مع القوات الأمريكية، وعن المذبحة التي شهدتها مدينة بغداد أول أمس وراح ضحيتها أكثر من 58 شهيداً بسبب قصف أمريكا لسوق شعبي في حي الشعلة قالت «العالم كله يصرخ» وأضافت أن الصاروخ الذي سقط على هذا السوق المزدحم حوله إلى دمار وتناثرت جثث الضحايا تحت الأنقاض.
ونقلت الجريدة عن مواطن عراقي قوله لا يمكن أن تكون كل هذه القذائف خطأ من جانب الأمريكيين الذي يقولون انهم يمتلكون أحدث التكنولوجيا في العالم فهذه عمليات مقصودة لقتل العراقيين.
كما نشرت الجريدة تحليلاً قالت فيه إن كل الآمال في حرب أمريكية سريعة تنتهي بانتصار الأمريكيين قد تلاشت.
وأضافت أن أغلب الأمريكيين أصبحوا يشككون في توقعات وتصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين ظلوا طوال شهور قبل بدء المعركة يتحدثون عن قدرة القوات الأمريكية على حسم الحرب بسرعة وبأقل قدر من الخسائر، ولكن الأيام الماضية أثبتت أن كل ما كان يردده هؤلاء المسؤولون مجرد أوهام إن لم تكن أكاذيب فالحرب وبعد مرور أكثر من عشرة أيام مازالت في بدايتها ومازال النصر الذي يحلم به الأمريكيون مجرد حلم بعيد المنال.
وكشفت الجريدة النقاب عن وجود مجموعات من عملاء وكالة المخابرات الأمريكية تحاول قتل أو اسر كبار المسؤولين العراقيين، وقالت هذه المجموعات تضم قناصة وعناصر شبه عسكرية.
«نيويورك تايمز»
سلطت الضوء على أنباء المعارك والقصف الجوي العنيف الذي تعرضت له العاصمة العراقية بغداد والتي أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف العراقيين الأبرياء.
وقالت الجريدة إن القوات الأمريكية تبحث توقيت معركة بغداد التي يؤكد الخبراء والقادة أنها ستحدد إلى مدى بعيد مسقبل الحرب الدائرة في العراق.
وقالت الجريدة ان الهجمات التي يشنها العراقيون على خطوط الإمداد الأمريكية والبريطانية في جنوب العراق تشكل خطورة كبيرة على هذه القوات.
وفي تحليل تحت عنوان «نظرتان على الحرب: واحدة من الأرض والأخرى من أعلى» قالت الجريدة يبدو أن على الشعب الأمريكي يتابع حربين مختلفتين الأولى يحدثهم عنها القادة الميدانيون في العراق والأخرى يحدثهم عنها مسؤولو البيت الأبيض ووزارة الدفاع من غرفهم المكيفة.
ففي الأولى هناك مقاومة عراقية شرسة وخسائر مؤلمة في صفوف القوات الأمريكية وعقبات تحول دون تقدم المعارك كما كان مخططا لها، أما في الثانية التي يتحدث عنها الرئيس الأمريكي جورج بوش في حديقة البيت الأبيض او وزير الدفاع دونالد رامسفيلد فإن القوات الأمريكية تتحرك بمنتهى السهولة وتتقدم نحو أهدافها والعراقيون إما يفرون أمامها أو يستسلمون لها.
وعن الاتهام الأمريكي لروسيا بتزويد العراق بأسلحة حديثة نشرت الجريدة افتتاحية تقول «تزويد الأعداء» قالت فيها ان المعارضة الروسية للحرب الأمريكية ضدالعراق هو حق أصيل لروسيا لا يمكن لأحد أن ينكره ولكن عندما تقوم روسيا بتزويد العراق بالأسلحة في ظل الحرب الدائرة أمر مختلف.
وطالبت الجريدة الإدارة الأمريكية بتكثيف الضغوط على الحكومة الروسية من أجل وقف بيع هذه الأسلحة للعراقيين لأن هذه الأسلحة تمثل خطرا على القوات البريطانية والأمريكية.
«لوس أنجلوس تايمز»
قالت الجريدة ان مسؤولي وزارة الدفاع يقولون ان القوات الأمريكية والبريطانية تسيطر على أكثر من ثلث أراضي العراق وعلى جميع أجوائهم ومع ذلك فإن هذه السيطرة غير مستقرة فالقوات الغازية تتعرض لهجمات مدمرة من جانب العراقيين في مختلف أنحاء تلك الأراضي التي يقولون انهم يسيطرون عليها.
وفي أجواء الحرب نشر يورجن فريدريش مقالاً يذكر فيه العالم بما قام به الحلفاء في المدن الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية وقال ان القصف الذي قامت به الطائرات الأمريكية والبريطانية في الأيام الأخيرة للحرب أدت إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين الألمان وتدمير مدن ألمانية كاملة.
وقال انه لا يمكن مقارنة ما قام به حلفاء الحرب العالمية الثانية بما يقوم به حلفاء الحرب العراقية الآن، ومع ذلك يمكن أن نقول للكاتب ان الحرب ضد العراق مازالت في بدايتها وإن كانت بداية لا تبشر بخير للشعب العراقي الذي يبدو أنه سيضطر لدفع ثمن باهظ من دمائه لتمسكه بكرامته وأرضه.
وعن الموقف الروسي الحالي من الحرب في العراق نشرت الجريدة مقالاً تحت عنوان «قد تكون موسكو خسرت الحرب الباردة لكنها تعرف كيف تواجه أمريكا» وقال الكاتب ان قيام روسيا بتزويد العراق بأسلحة ومعدات عسكرية متقدمة يعني أن أجواء الحرب الباردة مازالت حية في روسيا وأن الروس وإن كانوا قد خسروا الحرب الباردة لصالح الأمريكيين منذ أكثر من عشر سنوات إلا أنهم يعرفون كيف يتعاملون مع الولايات المتحدة والعالم.
«بوسطن جالوب»
تحت عنوان «المسؤولون الأمريكيون يفكرون في العودة للمفتشين» قالت الجريدة ان الإدارة الأمريكية تفكر حالياً في الاستعانة بفرق المفتشين الدوليين عن الأسلحة العراقية من أجل إثبات امتلاك العراق لهذه الأسلحة المحظورة وهو أمر شديد الأهمية لإضفاء نوع من الشرعية المفقودة لهذه الحرب التي شنتها أمريكا بعيداً عن الأمم المتحدة والقوانين الدولية.
ويخشى الكثيرون من المسؤولين الأمريكيين أن يواجهوا حملة تشكيك كبيرة في حالة القول بالعثور على أسلحة محظورة في العراق بعد أن بدأت الحرب على أساس أنه سيكون من السهل القول بأن هذه القوات الأمريكية التي تعمل في الأراضي العراقية أخذت معها هذه الأسلحة المحظورة وأخفتها في العراق لتعلن عن اكتشافها أمام العالم. وتحت عنوان عقبات في طريق المساعدات الإنسانية نشرت الجريدة تقريراً عن عمليات نقل المساعدات الغذائية من جانب دول تحالف الحرب إلى العراقيين، وقالت الجريدة ان هذه العمليات تواجه عقبات عديدة أبرزها استمرار المقاومة العراقية في مختلف أنحاء الأراضي التي تقول هذه القوات أنها تسيطر عليها بالإضافة إلى رفض العراقيون أنفسهم الانتظام في طوابير لتلقى هذه المساعدات.
ونقلت عن قادة أمريكيين قولهم ان الكثير من الألغام مازالت تقطع الطريق أمام هذه المساعدات.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved